خلفاء بشار الأسد في السلطة يعارضون أيضا مقتضى لا إله إلا الله

خلفاء بشار الأسد في السلطة يعارضون أيضا مقتضى لا إله إلا الله

من خلال تحول الجولاني من شخصية سلفية راديكالية إلى شخصية ليبرالية وتبني سياسات ليبرالية، يظنّ الذين لا يعرفون تيار وأفكار الإخوان المسلمين والذين يرون الإخوان المسلمين في تركيا وقطر وجماعات أخرى متحالفة مع الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي في العراق وسوريا وليبيا والصومال وغيرها، أن الجولاني آمن بفكرة إخوانية.
ذكر سيد قطب تقبله الله في عام 1949 هذا الخطر تحت مصطلح “الإسلام الأمريكي” وقال: الإسلام الذي تريده الولايات المتحدة وحلفاؤها للشرق ليس الإسلام الذي يقاوم الاستعمار والاستبداد… إنهم لا يريدون أن يحكم الإسلام ولا يتسامحون مع الحكومة الإسلامية… تريد الولايات المتحدة وحلفاؤها من الشرق “الإسلامي الأمريكي” أن يصدر فتوى فقط حول عدم الإنجاب ووجود المرأة في البرلمان وهشاشة الوضوء، وألا يناقش أبدا الوضع الاجتماعي والاقتصادي والمالي لبلدنا، وألا يتحدث أو يصدر فتاوى حول القضايا السياسية والعرقية وما يربطنا بعضنا البعض ويملأ الثغرات. يحظر إصدار حكم قائم على أصول وثوابت إسلامية والسعي إلى سيادة الإسلام، ولا يجوز الكتابة أو الكلام أو إصدار فتوى في هذا الشأن.
وبناء على ذلك، فإن السيادة تعتبر لدى سيد قطب وجماعة الإخوان المسلمين من القضايا الهامة ولا يمكن قبول أي قانون أو شريعة إلا شريعة الله بمقتضى لا إله إلا الله.
ويركز سيد قطب تقبله الله على سيادة الله وشريعة الله على الأرض، ويقول إنه لا ينبغي التمرد على الشريعة بذريعة التعارض بين الشريعة ومصالح العباد، وعلى هذا الأساس يقول إنه لا يوجد إلا دار واحدة للإسلام، وهي التي تقام فيها دولة إسلامية وتسود عليها شريعة الله، وتجري فيها حدود الله، والمسلمون فيها أصدقاء وأي شيء آخر هو دار الحرب، وعلاقة المسلمين بها إما حرب ونضال أو سلام قائم على الأمن. (سيد قطب، معالم في الطريق، ص 135)
لذلك فإن “مبدأ” الإخوان المسلمين في التعامل مع نظام الجولاني الذي يسير على طريق الليبرالية العلمانية ولا يطبق شريعة الله هو الجهاد والحرب، وهذا أمر يدركه الأصدقاء والأعداء.
يقول الفيلسوف العلماني ومنظر الاستراتيجية الأمريكية فوكوياما في أوائل عام 2002 عن مشروع “الإسلام الأمريكي”:
“الإسلام هو الحضارة الوحيدة في العالم التي لديها مشكلة مع الحداثة الغربية – ولا تقبلها – وكان العالم الإسلامي في السنوات الأخيرة مصدراً لظهور حركات أصولية لا تقبل بسياسات غربية وترفض أي شيء ولكنها ترفض أساس الحداثة وهو نظام علماني. لذلك، يجب أن يبدأ التحول الجذري من داخل الإسلام. ويجب على المسلمين تحديد موقفهم حول ما إذا كانوا يريدون التصالح مع الحداثة والحكم العلماني والعيش في سلام أم لا؟”
استطاع الجولاني من خلال الرد على هذا الخيار، أن يحكم دمشق بسهولة ويحصل على دعم الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي وما إلى ذلك، وإلا فإن الولايات المتحدة وتركيا والأعضاء في النيتو الصهاينة، ليسوا حريصين على دعم الحكومة الإسلامية.
يعرف هؤلاء الأعداء ما يريده المؤمنون الحقيقيون بالدعوة والجهاد، حيث دعا الرئيس الأمريكي السابق ريتشارد نيكسون في كتابه “لنغتنم الفرصة” عام 1988 الغرب إلى رص الصفوف ضد “المسلمين الأصوليين” وحذر من أن هذه الأنواع من المسلمين يبحثون عن قضايا مثل:
1. التطبيق والتنفيذ الكامل للشريعة الإسلامية.
2. يعتقدون أن الإسلام يشمل الدين والدولة ولا يقبلون الفصل بين الدين والسياسة.
هذه حقيقة أدركها القادة والمنظرون الغربيون، خاصة في الولايات المتحدة، والتي يشير إليها سيد قطب باسم “الشيطان الأكبر”.
تسعى جماعة الإخوان المسلمون إلى مثل هذه القاعدة، وكل من يريد أي شيء آخر هو محتال من تيار “الإسلام الأمريكي” الذي يجب فضحه ومواجهته.

المؤلف: أبو عامر

  • Related Posts

    رسالة الجولاني وإرهاب أهل الدعوة والجهاد

    رسالة الجولاني وإرهاب أهل الدعوة والجهاد في كثير من الأحيان وأثناء فصل الشتا عندما كانت المياه وفيرة، قام المسؤولون الأمنيون في جماعة الجولاني بمنعها من أجل إهانة المؤمنين المسجونين وإذلالهم…

    أليس هناك معتصم في سوريا يدعوه أهل غزة؟

    أليس هناك معتصم في سوريا يدعوه أهل غزة؟ كانت للملك العباسي المعتصم معتقدات معتزلية وهو سجن العديد من الأشخاص مثل الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله وعذبهم وأعدمهم> اعتبر الإمام…

    اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

    You Missed

    رسالة الجولاني وإرهاب أهل الدعوة والجهاد

    رسالة الجولاني وإرهاب أهل الدعوة والجهاد

    أليس هناك معتصم في سوريا يدعوه أهل غزة؟

    • من ezqassam
    • أبريل 18, 2025
    • 9 views
    أليس هناك معتصم في سوريا يدعوه أهل غزة؟

    الانسحاب الأمريكي من سوريا… خداع جديد في مشهد الخيانة الدولية

    الانسحاب الأمريكي من سوريا… خداع جديد في مشهد الخيانة الدولية

    خداع الجولاني ووسائل الإعلام الخاصة به

    خداع الجولاني ووسائل الإعلام الخاصة به

    لم أتخيل أبدا أنني سأكون جاراُ لإسرائيل وأن تكون إسرائيل بمأمن من رصاصي

    لم أتخيل أبدا أنني سأكون جاراُ لإسرائيل وأن تكون إسرائيل بمأمن من رصاصي

    تحليل كلام أردوغان حیث قال: سوف نقف إلى جانب الحكومة السورية…

    تحليل كلام أردوغان حیث قال: سوف نقف إلى جانب الحكومة السورية…