
سياسة الجولاني مع روسيا وإيران هي نسخة من سياسة الولايات المتحدة والصهاينة
على الرغم من أن روسيا كانت تواجه الولايات المتحدة وبعض مصالح الصهاينة، إلا أنه حافظت كل من الولايات المتحدة والصهاينة على علاقاتهما مع روسيا وفقا للعادات الدبلوماسية الدولية.
دخلت روسيا وإيران بدعوة من الحكومة السورية بذريعة محاربة الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي، الحرب مع الثوار ومعارضي بشار الأسد.
كان حجة روسيا وإيران في ذلك الوقت، سواء أ كانت صحيحة أم خاطئة، هي أنه مثلما قاتلت أوكرانيا روسيا وإيران وحلفائهما نيابة عن الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي، كانت هذه الجماعات المسلحة السورية منخرطة أيضا في الحروب بالوكالة ودخلت الأراضي السورية بدعوة رسمية من الحكومة السورية ومن أجل حماية المصالح المشتركة.
نفذتها الطائرات الروسية وطائرات بشار الأسد الغالبية العظمى من الغارات الجوية وقتلت الأبرياء وكانت القوات الإيرانية بشكل عام تعطي الاستشارة للقوات البرية أو تشارك في عمليات برية ضد الجماعات المسلحة، ما يعني أن حرب إيران نفسها كانت مع العسكريين وليس مع الناس العاديين، على الرغم من أن بعض الجرائم ارتكبتها جماعات متحالفة مع إيران ضد المدنيين.
لذلك بعد هروب بشار الأسد وظهور الجولاني كان من المتوقع ألا تقام علاقات دبلوماسية مع روسيا لفترة من الوقت، ولكن أسوأ العدو بالأمس أصبح صديقا للجولاني اليوم، وتكاتف الجولاني ونائب وزير الخارجية الروسي بعد سنوات من الحرب واتفقا على تعزيز العلاقات.
قطع الثوار بعد انتصار الشيوعيين الموالين للسوفييت وانتهاء الحرب علاقاتهم مع الولايات المتحدة لمدة 20 عاما من عام 1975 إلى عام 1995.
لقد توقع الشعب السوري الذي فقدوا أقاربهم أو أصيبوا في الغارات الجوية للطائرات الحربية الروسية، أنه لن يكون هناك حديث عن علاقات مع روسيا أو إنشاء قواعد بحرية ومطارات عسكرية في سوريا لبضع سنوات على الأقل.
إن الحقيقة هي أن الجماعات المعارضة السورية وغير السورية المختلفة في الأراضي الإسلامية، التي تقاتلت أو اشتبكت وتلطخت أيديها بالدماء أو ارتكبت فظائع ضد بعضها البعض ثم تعايشت مرة أخرى وتصالحت، يختلف النظر إليها من النظر إلى مصافحة كافر أجنبي.
كان الشعب المسلم في سوريا يتوقع أنه إذا كانت هناك أولوية بين روسيا وإيران، فستكون إيران هي التي يجب أن تتمتع بالأولوية، بناء على عقيدة جميع المذاهب الإسلامية ولكن الجولاني طبق سياسة الولايات المتحدة والصهاينة تجاه إيران وروسيا.
الكاتب: أبو عامر