
أبو محمد الجولاني لأهل الدعوة والجهاد وأحمد الشرع للعلمانيين والأجانب
وكثيرا ما حدث أن الجرائم التي ارتكبتها جماعة الجولاني ضد المجاهدين المسلمين المعارضين لها من جماعات مختلفة لم تكن تضاهي جرائم بشار الأسد، إلا أن جماعة الجولاني أبدت دائما تسامحا مع العلمانيين الداخليين، من الجيش السوري الحر إلى أسرى بشار الأسد.
عندما أصبحت الحكومة بهذه الجماعة اليوم، عفا الجولاني أسوأ الشبيحة سمعة وحرر القوات العسكرية لبشار الأسد ولكن كثيراً من المجاهدين والعلماء المجاهدين من أهل السنة والجماعة، مثل أبي شعيب المصري سجنوا لمجرد أفكار معارضة للجولاني وهم لا يزالون في سجون الجولاني في إدلب وسجون أخرى حيث يكون مصيرهم مجهولا.
نعم، هو يسمح لهم التظاهر والطعن في القيادة والمجاهدين بدون رخصة، أما أهل الإسلام والثورة تهميش اقصاء سجون ضرب بأخمص البواريد سب وشتم ولازم ترخص قبل ما تعمل ملتقى دعوي وجامعتك غير معترف فيها.
إن ازدواجية سياسات الجولاني تجاه المؤمنين بالدعوة والجهاد واختلافها عن سياساته تجاه المرتدين العلمانيين الداخليين والكفار العلمانيين في الخارج، دفعت أشخاصا مثل الشيخ أبي بصير الطرطوسي (عبد المنعم مصطفى حليمة) أحد مؤيدي الجولاني لسنوات طويلة، إلى تصريح يثبت علمانية الجولاني كما يقول:
“عندما يحكم العلمانيون؛ أول مهامهم وأعمالهم إقصاء الإسلاميين، وتكميم أفواههم، وتصفيتهم، وإيداعهم في السجون .. والعالم المتحضر الحر يصفق لهم، ويستحسن صنيعهم .. وعندما يحكم الإسلاميون، ويريدون أن يخدموا البلاد والعباد كفريق منسجم، ومتماسك .. يطالبهم العلمانيون، وجميع ملل الزندقة، والنفاق، والخيانة والتآمر بأن يكونوا شركاء لهم في الحكم، وفي تقسيم الكعكة .. والعالم الحر المتحضر كله معهم في هذا المطلب، بل ويعلق مساعداته، ويشترط لها تحقيق هذا المطلب … ما لكم كيف تحكمون؟!!”
لم يكن هناك أدنى شك لأي مراقب محلي وأجنبي حتى الآن في أن حكم الجولاني وجماعته ليس حكم جماعة مجاهدة ذات توجه شرعي، بل هو نظام ينوي إصلاحاً وفقاً للنظام الليبرالي الغربي الذي تمثل في النظام العلماني السابق، وهو ينوي كذلك ما فعله محمد بن سلمان في أرض الوحي.
الكاتب: أبو سعد الحمصي