
أيها الجولاني، مَن تَشَبَّهَ بِقَومٍ فَهُوَ مِنهُم
أيها الشعب السوري! هل تتذكرون الأيام الغابرة عندما كان الجولاني يستهزئ فيها بالعرب ويقول إنهم يدفعون الجزية للولايات المتحدة ويبيعون نفطهم مقابل المياه المعدنية؟ في ذلك الوقت، كان الجولاني رجل ثوري متحمس بدا أنه جاء من جبال تورا بورا، وهو مقاتل مناهض للإمبريالية يعتبر النيتو والغرب العدو الأول للإسلام.
حسنا ولكن عجلة الزمن تدور والأيام متبدلة ليتحول بعضهم من مجاهدين إلى “جنرالات دبلوماسيين”! يجالس الجولاني اليوم نفس الحكام العرب الذين شتمهم يوما ويقف مستسلما للولايات المتحدة ويتلقى الأوامر من حلف شمال الأطلسي. لم يعد الجولاني يعرف الجهاد أو لا ينطق بالاستقلال أو يطلق الكلمات الثورية التي كان يقولها. الآن هو نفسه يدفع الجزية، ولكن ليس بالمال بل بالسياسة! وبمعنى آخر إذا كان الجولاني يقول إن “العرب عبيد لأمريكا”، فقد أصبح الآن شيخ هؤلاء العبيد!
“مَن تَشَبَّهَ بِقَومٍ فَهُوَ مِنهُم”
سلك الجولاني باختصار شديد نفس الطريق الذي سلكه كثيرون آخرون أي التحول من الجهاد إلى السياسة ومن السياسة إلى التطبيع ومن التطبيع إلى الخيانة! قال هو ذات مرة: إن العدو هو الغرب، والآن بدأ يخدم الغرب! اتعظوا أيها الأعزاء إن التاريخ قد يجعل الناس بائسين!
الكاتب: ابن تيمية