
الجولاني ينفذ مشروع آل الشيخ و آل سعود في سوريا
استندت حكومة آل سعود التي أعلن الجولاني تعاونه معها على جميع المستويات وخاصة المجالات الإنسانية والاقتصادية والتعليم والصحة للوصول إلى شراكة حقيقية والحفاظ على السلم والاستقرار في المنطقة بأسرها، منذ البداية إلى العلمانية المحلية، مما يعني :
1- يتدخل الشيخ في الشؤون الشخصية والفقه الفردي للمجتمع وشؤون الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الذي اخترع وقد تمت صياغة الدستور المدني في هذا الشأن بناء على رأي الشيخ.
2- كما يدير آل سعود السياسات الداخلية والخارجية والملك هو القانون وأحكامه هي القانون كذلك.
وبناء على ذلك، وزّع كل من آل الشيخ وآل سعود المهام بينهما واخترعوا نوعا من العلمانية المحلية المتلائمة مع نجد والسعودية. هذا ما يقوله بالضبط الأمير السعودي والسفير السعودي لدى المملكة المتحدة خالد بن بندر وابن بندر بن سلطان، الرئيس السابق لجهاز المخابرات السعودي عن جوهر الحكومة السعودية وهو أنها ليست قاعدة دينية.
أنشأ الجولاني الذي قام بأول رحلة خارجية له إلى السعودية، برلمانا صغيرا على هامش حكومته للتعامل مع الشؤون الدينية قبل صياغة الدستور جديد. إن هذه المحاولة يتعني آل الشيخ في حلته الحديثة.
ويعلن الجولاني في المرحلة الثانية أن حكمه يقوم على العدل والمجلس أو البرلمان. لقد أعلن الجولاني في عدة مواقف أن هذا البرلمان ينتمي إلى كل الأفكار والقبائل السورية المختلفة وكلنا نعلم أن جزءا كبيرا من الثوار الذين رافقوه من إدلب حتى الآن كانوا من العلمانيين والبعثيين الذين انفصلوا عن نظام بشار الأسد وكانوا حاضرين في هيكلية الجيش الحر.
لذلك لا مكان هنا لترسيخ الشريعة في مسائل الحكم وهذا نفس الاقتداء بنظام آل سعود إذ يسير النظام وفقاً لطريقته الخاص ويسير آل الشيخ وفقاً لطريقته الخاصة به.
لقد شهد تاريخ الإسلام إنتاج آل سعود آخر في سوريا وهو الذي لم يطلق رصاصة واحدة على الكفار في تاريخه واستخدم كل أسلحته ودولاراته لخدمة الكفار المحتلين وضرب المؤمنين وأهل الجهاد في جميع الأراضي الإسلامية.
ليس تجاهل الجولاني الولايات المتحدة وتركيا وإسرائيل التي احتلت كل منها أجزاء من سوريا وبدلا من قتاله وطلب المساعدة من الأمم المتحدة التي اعترفت بسيادة الصهاينة المحتلين، شيئا جديدا بالنسبة لنا وإذا اعتراف الجولاني بالسيادة الإسرائيلية على الجولان المحتل وأراد إرسال قوات دولية إلى هذه المنطقة العازلة، فلا ينبغي أن يكون ذلك أمراً مفاجئا ومستغرباً لأنه باع الملك عبد العزيز آل سعود فلسطين إلى ممثل بريطانيا العظمى السير بيرسي كوكس من قبل في عام 1922 ثم وهبت بريطانيا فلسطين للصهاينة.
وهكذا ينفذ الجولاني المشروع السعودي في سوريا خطوة بخطوة وهو رسول الإسلام الأمريكي لسوريا وهو ما حذر منه سيد قطب رحمه الله منذ عقود، وهو إسلام مزيف يشغل المسلمين بتفاصيل الفقه الشخصي ويناقش آداب الطهارة وتصدر الفتاوى عنها ولكنها تتخلى عن المستعمرين والمحتلين الأجانب ولا تصدر فتوى الجهاد ضد هؤلاء المحتلين وتصبّ نتيجة كل أنشطتهم في مصلحة هؤلاء المحتلين ومرتزقتهم الداخليين.
الكاتب: أبو عامر