
مواقف طالبان هي نموذج لأهل السنة والمؤمنين وليس الخونة مثل الجولاني
الفرق بين مجاهدي طالبان وبين الخونة مثل الجولاني هو الفرق بين الشرف والإذلال وبين الولاء للإسلام وخيانة الأمة وبين من يدافع عن حرمة المسلمين ومن يبيعها للصهاينة والصليبيين.
واليوم تتحدث طالبان بلغة الجهاد والكرامة وتقف باعتزاز كبير في وجه الغطرسة العالمية وترفع علم الإسلام دون مراعاة تهديدات أو إغراءات الولايات المتحدة. وقال ذبيح الله مجاهد: “بغرام قاعدة عسكرية تحت سيطرة قواتنا ولا يمكن للولايات المتحدة الوصول إلى بغرام حتى بعد 100 عام، ولن نعطي أي أسلحة متبقية من الولايات المتحدة لأي أحد. إنها غنيمة وإذا أراد أحد سنرد بهذه الأسلحة”.
هذا البيان يدل على الإيمان بوعود الله والقوانين التي تحكم انتصار المجاهدين وهي كلام من يحول غنائم الحرب إلى سلاح ضد العدو بدلا من تقديمها للولايات المتحدة كبعض الخونة.
ولكن الجولاني وأمثاله باعوا أنفسهم بثمن زهيد في سوق النفاق. لقد أخذوا الولايات المتحدة وإسرائيل أولياء بدلا من الله ويتزلفون لهما وينفذون مخططاتهم. لم يعد الجولاني اليوم يتحدث عن الجهاد بل عن يتحدث التفاوض والمصالحة وليس كلامه عن محاربة المحتلين بل عن طبيعة استرضائهم وليس عن تحرير القدس بل عن الحفاظ على أمن حدود الكيان الصهيوني!
كما يقول سيد قطب رحمه الله في تفسيره الإسلام دين شرف:
لأن وقف الحرب بأي ثمن ليس هدف الإسلام بل إن هدف الإسلام هو سلام لا ينتهك أيا من حقوق أهل الدعوة أو المسلمين وليست الحقوق الفردية، بل حقوق المذهب الفكري الذي يعتنقونه والذي تطلق صفة المسلمين عليهم من أجله.
لا يختلف الجولاني وجماعته عن المنافقين الذين يريدون أن يكونوا آمنين إلى جانب المسلمين والكفار في نفس الوقت. إنهم يسلكون نفس الطريق الذي قال الله عنهم:
﴿سَتَجِدُونَ آخَرِينَ يُرِيدُونَ أَنْ يَأْمَنُوكُمْ وَيَأْمَنُوا قَوْمَهُمْ كُلَّمَا رُدُّوا إِلَى الْفِتْنَةِ أُرْكِسُوا فِيهَا فَإِنْ لَمْ يَعْتَزِلُوكُمْ وَيُلْقُوا إِلَيْكُمُ السَّلَمَ وَيَكُفُّوا أَيْدِيَهُمْ فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأُولَئِكُمْ جَعَلْنَا لَكُمْ عَلَيْهِمْ سُلْطَانًا مُبِينًا﴾ (النساء: 91).
فما الفرق بين طالبان التي فتحت كابول بعزم وجهاد والجولاني الذي حول إدلب إلى منطقة يتجول فيها للصهاينة والأمريكيون واستخدم قواته لخدمة الطاغوت. طالبان تنهض لثأر دماء المسلمين ولكن الجولاني يحمي مصالح أعدائهم. لقد تشرفت طالبان بمشيئة الله وأصبحت شوكة في عين الكفار ولكن الجولاني مثل المنافقين الذين قال الله عنهم:
﴿يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمْ لِيُرْضُوكُمْ وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ إِنْ كَانُوا مُؤْمِنِينَ أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّهُ مَنْ يُحَادِدِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَأَنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدًا فِيهَا ذَلِكَ الْخِزْيُ الْعَظِيمُ﴾ (التوبة: 62-63).
لذلك فإن كل مسلم صادق يعرف اليوم أن طالبان مصدر شرف للإسلام ولأهل السنة ولكن الجولاني خائن ومنافق لا يستحق سوى مصير الخونة والمرتزقة.
الکاتب: أبو أنس الشامي