
الثورة تأكل أبناءها في سوريا
تنتمي هذه العبارة إلى الثورات العلمانية وخاصة الثورات الاشتراكية والشيوعية مثل الثورة الفرنسية وثورة أكتوبر في روسيا وحزب البعث في العراق وسوريا وغيرها من الدول.
هناك أفراد وجماعات مختلفة بأفكار وأهداف مختلفة في هذه الثورات ولهذا السبب وعلى الرغم من أنها تزعم أن هدفها الأساسي هو إسقاط الحكومة القائمة، إلا أن معظمها تؤجل نوع الحكم الديمقراطي إلى المستقبل بعد سقوط هذا الحكم، وعلى سبيل المثال يقول الليبراليون: إن الشعب يصوت لما يريد أو لمن ينتخبه !
هنا تظهر الخلافات الداخلية بعد الانتصار على الحكم القائم وتبدأ عمليات التطهير الداخلية حيث تتم تصفية العديد من الثوار الشرفاء أو إن اليأس يخيم عليهم او يعكفون على أنفسهم ثم يهربون من البلد الذي قاتلوا لبنائه.
فلا شك أن هذه الميزة تخص السياسات الجاهلية والعلمانية ولا علاقة لها بالجهاد في سبيل الله لأنه واضح المعالم من البداية إلى النهاية.
قدم الجولاني حيثيات حول تشكيل “الإمارة الإسلامية” و”ترسيخ شريعة الله وأرسل الشبان الاستشهاديين إلى العمليات بهذا الأمل، كما يقول في شريط صوتي لأبي الزبير أحد الاستشهاديين: “بإذن الله دماؤك لن تذهب سدى وسيكون ثمنها تحكيم شرع الله” ولكنه أجّل إقامة الحكومة الإسلامية وتحكيم الشرعية وفقاً للمخططات التي رسمتها له تركيا العلمانية إلى ما بعد سقوط حكم بشار الأسد.
هل حدث هذا بعد بشار الأسد؟ كلا.
لقد انخدع أهل الدعوة والجهاد الذين دعموا الجولاني واغتيال أسياد الجولاني أي شخص مثل محمد صلاح الزبير أو أبو دجانة التركستاني أو خلاد الجوفي السعودي الجنسية الذين أبدوا احتجاجهم على سياسات الجولاني.
أيها المهاجرون والأنصار الصادقون في بلاد الشام، فإني لقد دعمتُ الجولاني ضد بشار الأسد العلماني وعلمانيي حزب العمال التابع لأوجلان لفترة من الزمن وكذلك أنت لقد انخدعت بالمرتزق التركي الجولاني لسنوات طويلة. هل هاجرتم وقاتلتم من أجل هذا الحكم المدني والليبرالي تحت غطاء القوانين العلمانية للأمم المتحدة العلمانية ولتكون على نفس الطريق مع الحكام المرتدين مثل آل سعود وتركيا والصهاينة المحتلين وغيرها؟
إن فوزكم يكمن في نصرة دينكم وآخرتكم والانضمام إلى ركب النور والتوحيد وإكمال الجهاد والثورة من أجل تحكيم شريعة الله ويجب أن لا تتبعوا أجندات الطاغوت والقوانين والخطط التي تريدها الولايات المتحدة وتركيا وآل سعود والصهاينة لسوريا.
حذار من أن تكون درعاً واقية للصهاينة وأن تكون خنجراً في ظهر الدعوة والجهاد وأن تكون متفرجا على تصفية المؤمنين الصادقين أو تهميشهم الذي يمارسه الذين يتجارون بالجهاد ويسرقونه
المؤلف: أبو سعد الحمصي