
الإعراض عن الحكم العلماني لخلفاء بشار الأسد
عندما كان أمثال سمية وياسر رضي الله عنهما يتعرضان للتعذيب في الفترة الصعبة للثورة والمقاومة في مكة المكرمة وكان المؤمنون يتحملون الحصار الاجتماعي والاقتصادي لشعب أبي طالب، أمر الله رسول الله صلى الله عليه وسلم: فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِکِینَ (حجر/94)
إن اختبار المؤمنين يبدأ بنفس الكفر بالطاغوت والبراءة من المشركين (العلمانيين) وأناس مثل إبراهيم (عليه السلام) يلقون في النار خلال هذه الفترة من الحكم العلماني. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لَقَدْ أُخِفْتُ فِي اللَّهِ وَمَا يُخَافُ أَحَدٌ، وَلَقَدْ أُوذِيتُ فِي اللَّهِ وَمَا يُؤْذَى أَحَدٌ. (أخرجه الترمذي (2472)، وأحمد (14055) واللفظ لهما، وابن ماجه (151) / أخرجه الترمذي (2472))
في حياة الرسل وخاتم الأنبياء علیهم الصّلاة و السّلام، تعرض جميع أتباعهم المخلصين للمشاق والأزمات والضيق وعاشوا فترة انطوت على بذل المؤمنين ثمناً كبيراً. فهم انسحبوا من مختلف مؤسسات السلطة الحكومية العلمانية ولكن الاعتزال لا يعني النأي بالنفس واليأس والانتظار وإعلان الرضا عن حكم الأحزاب العلمانية، بل يعني إنكار وجود العلمانيين وحكومتهم والجهاد حتى طمس هؤلاء العلمانيين وإقامة دار الإسلام وتحكيم الشريعة الإسلامية، وهذا يعني الصبر مع الجهاد والنضال المستمر والتحضير الثوري لتدمير الأحزاب العلمانية ومعتقداتها الفاسدة.
وفي هذه المرحلة من البراءة والنفور من الحكومة العلمانية والمؤسسات الحكومية المختلفة، يسيطر الكفار العلمانيون على الحكومة، والمؤمنون يستعدون للثورة. والثورة لا تعني الإصلاحات في المؤسسات الحكومية للأحزاب العلمانية بل هي ثورة تدريجية وجذرية لضرب العلمانيين وطمس الحكم العلماني والتي تؤدي تلقائيا إلى تدمير المعتقدات العلمانية.
عندما أعلن الله ورسوله صلى الله عليه وسلم علنا براءته من العلمانيين أو الأحزاب أو المشركين: ” أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ (توبه/3) فإن من لا يتبرأ من العلمانيين ومؤسساتهم الإدارية والحكومية المختلفة فقد تصرف مخالفاً لأمر الله وارتكب أمراً محرماً وهو بالتأكيد كفر إذا علم ذلك ما سوف يلحق ضرراً بدينه.
أي مشاركة في المؤسسات الحكومية المختلفة للطغاة العلمانيين الذين يحكمون الأراضي الإسلامية والانخراط في الإصلاحات هي تعني طاعتها والخضوع لقوانينها العلمانية وازدهار وتبريرسيادتها وقوانينها العلمانية،وتبرير فصل قوانين الشريعة عن شؤون الحكومة، والإعراض عن طاعة أوامر الله سبحانه وتعالى، وإعطاء هذه الطاعة لدين العلمانية والاستسلام لها لإطالة عمر الحكومة، التي تفيض بجرائم وقمع.
لا يوجد مبرر ديني للأعذار الماكرة المتمثلة في اختيار الخير أو اختيار الشر لتجنب الأسوأ في هذه المرحلة أو غيرها من الشكوك التي يجلبها المنافقون لخداع المسلمين للمشاركة في النظام الاستبدادي للعلمانيين الذين يحكمون الأراضي الإسلامية وهي مجرد شكوك لا أساس لها حيث تهدف هذه المحاولات إلى إخضاع المسلمين للنظام الحكومي العلماني والمؤسسات الحكومية العلمانية المختلفة التي تعارض بشكل واضح المنهج الصحيح الذي نادى به الأنبياء.
لم يعرضوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم الوزارة أو الرئاسة بل عرضوا عليه القيادة وحكم المجتمع بأسره في ظل القوانين العلمانية.
أيها المؤمن المجاهد، هل يعرض عليك الجولاني وجماعته منصباً في هذا النظام الليبرالي الذي أقاموه على أساس مخطط الغربيين، أم يعرضون عليك منصباً مشابها للمنصب الذي عرضه العلمانيون أو قريش على النبي صلى الله عليه وسلم ، إم أنهم يستخدمونك كمزيل للروائح الكريهة في المرحاض ومقترفاً لذبهم؟
الكاتب: أبو عامر