
معايير السلام من منظور الجولاني وحكومته؟!
كنا نظن حتى اليوم أن الداعي إلى السلام يعني الشخص الذي يتجنب إراقة دماء المسلمين ويحترم حقوق المسلمين ولكننا لم نكن نعرف أن الداعي إلى السلام يعني الشخص الذي سوف يسوي المسلمين بالأرض إذا تمكن من ذلك.
غير فخامة السلطان الأكبر السيد الجولاني منذ وقت قريب بجملة تاريخية فهمنا للسلام! إذ قال بوضوح تام: “ترمب من دعاة السلام!”
الآن دعونا نرى من هو ترمب المسالم:
الذي أمر بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس!
الذي دعم نتنياهو من أجل قمع الفلسطينيين!
الذي قال إنه يجب إخراج المسلمين من الولايات المتحدة!
من أمر بتسليم الجولان رسميا إلى إسرائيل!
من قال إنه إذا كان لدى الفلسطينيين عقل فعليهم الهروب من أرضهم!
السؤال هو إذا كان هذا المخلوق من دعاة السلام، فلا بد يكون جنكيزخان الأمين العام للأمم المتحدة! لو كان ترمب من دعاة السلام ، لفاز هتلر بجائزة نوبل للسلام وكان فرعون أيضا مؤيدا لحقوق الإنسان.
لكن دعنا نفحص معايير السلام من وجهة نظر الجولاني:
إذا وقف المسلم ضد الاضطهاد فهو إرهابي!
إذا كان الكافر يذبح آلاف المسلمين، فهو من دعاة السلام!
إذا انتفض شخص ما ضد الكفار من أجل الحصول على حقه، فهو متطرف!
إذا انحنى شخص ما لترمب للحفاظ على سلطته، فهو حكيم ومعتدل!
لا شك أن السلام وفقا لما يريده الجولاني يعني أن الولايات المتحدة يمكنها أن تفعل ما تريد ونحن نطرق رؤوسنا ونقول: “نعم يا سيدي!”
واللافت للنظر أن الرئيس الأمريكي ترمب استقبل في خطوة سلمية تماماً نتنياهو ورحب به بحفاوة! نعم، ما سمعته صحيح! السيد نتنياهو، الذي تتلوث يداه بدماء الفلسطينيين، لقد وافق ترمب ونتنياهو بعد شرب الشاي والقهوة وفي حفل الاستقبال الأنيق على زيادة دعم ترمب المالي واللوجستي لـ”الصهاينة”!
هذا هو المكان الذي يجب أن نقول: ” اللهم لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا!”
وباختصار شديد إن السلام من وجهة نظر الجولاني يعني: من يقصفنا هو من دعاة السلام، ومن يرد على القصف هو إرهابي!
الکاتب: إبن تیمیة