هل دار الكفر في سوريا حالة طوارئ أم دار الإسلام؟

هل دار الكفر في سوريا حالة طوارئ أم دار الإسلام؟

دار الإسلام هي أرض تحكم عليها القوانين الشريعة الإسلامية على أساس إحدى الديانات الإسلامية وحاكمها مسلم.
وقد روى السرخسي الحنفي عن شيوخ هذا المذهب مثل أبي يوسف ومحمد الشيباني أن كُلُّ مَوْضِعٍ كَانَ الظَّاهِرُ فِيهِ حُكْمُ الْإِسْلَامِ فَالْقُوَّةُ فِيهِ لِلْمُسْلِمِينَ / ( المبسوط 12-258؛ 10/267) يوقل السرخسي في موقف آخر: والدار تصیر دار المسلمین بإجراء أحکام الإسلام (السیر الکبیر 5/2197)
كما قال الكاساني رحمه الله : إن كل دار مضافة إما إلی الإسلام وإما إلی الکفر، وإنما تضاف الدار إلی الإسلام إذا طُبقت فيها أحکامه، وتضاف إلی الکفر إذا طبقت فيها أحکامه (بدائع الصنائع للکاساني 9/4375)
يقول المالكيون أيضا عن دار الكفر: “الأرض التي تظهر فيها أحكام الكفار وتنفذ”. فإن أي أرض تظهر فيها أحكام إسلامية وتنفذ هي أيضا دار الإسلام.(المقدمات الممهدات لابن رشد 2/285، و بلغة السالك 2/167، و المدونة 3/23)

يقول أبو القاسم الرافعي الشافعي: “وليس من شرط دار الإسلام أن يکون فيها مسلمون بل يکتفى كونها في يد الإمام وإسلامه” (الرافعي، شرح الوجيز، ج ۸ ص ۱۴٫)

قال الشوكاني : “أن الاعتبار بظهور الكلمة، فإن كانت الأوامر والنواهي في الدار لأهل الإسلام بحيث لا يستطيع من فيها من الكفار أن يتظاهر بكفره إلا لكونه مأذونا له بذلك من أهل الإسلام؛ فهذه دار إسلام، وإن كان الأمر بالعكس فالدار بالعكس”( السيل الجرار ،ج ۴/۵۷۵)

يقول أبو يعلى الحنبلي: ” وكل دار كانت الغلبة فيها لأحكام الإسلام دون أحكام الكفر فهي دار إسلام، وكل دار كانت الغلبة فيها لأحكام الكفر دون أحكام الإسلام فهي دار كفر(المعتمد في أصول الدين، صـ 276) [14]
فطالما تمسى الأرض بدار الإسلام بناء على معايير إسلامية، فلا يجعل المذهب الإسلامي الخاص أو تفسير حكام دار الإسلام دار الإسلام تفقد اعتبارها ولا يهم أي مذهب إسلامي أو مذهب إسلامي بدعي يحكم دار الإسلام والمهم أن هذه الأرض هي دار الإسلام ، سواء كانت مبنية على مذهب خاص أو تفسير خاص للإسلام.
لا يهمنا ما إذا كانت دار الإسلام أرضا مثل مصر تحت حكم الفاطميين الشيعة الإسماعيليين المبتدعين مثل شركوه وصلاح الدين الأيوبي الشافعي اللذين سارعا لمساعدة المسلمين ض غزو المسيحيين في الحروب الصليبية بناء على طلب العاضد زعيم هؤلاء الشيعة الإسماعيليين (ابن خلدون، تاریخ ابن خلدون، ج۵، ص۳۳۰ / ابن كثير الدمشقي، البداية و النهاية، ج 12، ص 255) أم إن دار الإسلام هذه أرض مثل العثمانيين التي يحكمها الحنفيون.
لذلك يجب أن تحول أرض سوريا إلى دار الإسلام مرة أخرى على أساس كل من المذاهب الإسلامية بعد دار الكفر الطارئة للحكومة البعثية العلمانية وعدم محاولة استقطاب الناس نحو إقامة دار الكفر الطارئة الأخرى بحجة وجود طوائف إسلامية مختلفة.
إن الانتقال من دار الفكر الطارئة للبعثية العلمانية إلى الدار الكفر الطارئة الأخرى التي تمنح مزيداً من الحريات للمسلمين، هو خيانة لأهل الدعوة والجهاد والدماء التي قدمها الشعب السوري والمهاجرون من أجل إقامة دار الإسلام والحكم الإسلامي.

الكاتب: أبو عمر الأردني

  • Related Posts

    الرويبضة الكذابون الذين يحظون بالتأييد أمام الصادقين في سوريا

    الرويبضة الكذابون الذين يحظون بالتأييد أمام الصادقين في سوريا عبّر هؤلاء اليوم عن سعادتهم بأن الحكومة السورية الجديدة أضافت رمزاً آخر للصقر الذي لا يطير إلى رموز الحكومات الوظيفية التي…

    حدود أنشطة الجيش الصهيوني في ظل حكومة الجولاني في سوريا

    حدود أنشطة الجيش الصهيوني في ظل حكومة الجولاني في سوريا لقد احتل الكيان الصهيوني بعد عملية تسليم دمشق للجولاني قسماً من أرض سوريا بدعم من الولايات المتحدة وتركيا إضافة إلى…

    اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

    You Missed

    الرويبضة الكذابون الذين يحظون بالتأييد أمام الصادقين في سوريا

    الرويبضة الكذابون الذين يحظون بالتأييد  أمام الصادقين في سوريا

    حدود أنشطة الجيش الصهيوني في ظل حكومة الجولاني في سوريا

    حدود أنشطة الجيش الصهيوني في ظل حكومة الجولاني في سوريا

    صلح الحديبية ينتهي إلى تحالف الجولاني ليضمن أمن الصهاينة

    صلح الحديبية ينتهي  إلى تحالف الجولاني ليضمن أمن الصهاينة

    تسعى الصهيونية إلى ابتلاع بلاد الشام وفقا لمشروع إسرائيل الكبرى

    تسعى الصهيونية إلى ابتلاع بلاد الشام وفقا لمشروع إسرائيل الكبرى
    الخداع  الإعلامي الصهيوني:

    دين يُباع على حساب رفع العقوبات الذي لا طائل تحته

    دين يُباع على حساب رفع العقوبات الذي لا طائل تحته