
كان الجولاني هو الذي حرضنا ضده
عندما تحدث الجولاني عن الشريعة والعداء للعلمانيين وإقامة الإمارة الإسلامية، فنحن دعمناه ضد كل العلمانيين ولكن الجولاني حرضنا ضده تدريجياً.
إن المعارضين أنفسهم هم الذين يحددون كيفية تعامل الدولة الإسلامية والمجاهدين معهم ليس في المجتمع فقط، ولكن في الدولة الإسلامية وحتى المسلمون أنفسهم يحددون كيف يتعامل الأمير ومنفذو الشريعة معهم. إنهم الذين يقررون بإرادتهم الحرة ما إذا كانوا سيعاملون كالمحارب أو اللص أو القاتل أو الزاني أو المجرم أو كشخص محترم وأمين وصادق ومعاهد وما إلى ذلك.
حرض الجولاني كل المؤمنين المخلصين وأهل الدعوة والجهاد ضده بعد المؤامرة ضد المبادئ والعمالة لتركيا وشركائها مثل الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي وإسرائيل، والتخلي التدريجي عن تطبيق الشريعة الإسلامية في الجماعة ثم في إدلب، والآن في دمشق والمناطق الخاضعة لسيطرته.
خدع الجولاني الكثير من الناس بناء على مشاريع ومخططات الأجانب الذين يحتلون حاليا أجزاء من سوريا وأنفق المال على أهداف هؤلاء الأعداء.
لم يساوم رسول الله صلى الله عليه وسلم خلال ثلاث وعشرين عاما من نبوته مع أحد على مبادئ الدين وتطبيق الشريعة الإسلامية وأحكامها.
لم يساوم رسول الله صلى الله عليه وسلم في تطبيق القانون وحدود الله لأن الجرائم التي تؤدي إلى الكفر والردة وتدنيس الأسرة والمجتمع وشرف الإنسان وتدنيس العفة العامة وتعطيل النظام الاجتماعي وإضعاف معتقدات الناس وأمن ورفاهية الإنسان، هي من القضايا التي لا يمكن التغاضي عنها بسهولة.
بمجرد أن سنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قانوناً جديداً، كان هو نفسه من المنفذين الصارمين لهذه القوانين ولم يجادل أبدا في الأحكام السياسية والاجتماعية والاقتصادية وما إلى ذلك ولم يتنازل أو يعقد أي صفقات وكانت فاطمة المخزومية لا تختلف عن فاطمة المحمدية رضي الله عنها) في محكمة العدل النبوي وطبقت شريعة الله على الجميع بالتساوي.
ماذا فعل الجولاني؟
دخل في صفقة مع الكفار الأجانب ضد الجهاد والثورة واعترف بأن تركيا العلمانية والعضو البارز في الجيش الكفار أي حلف شمال الأطلسي كانت معه منذ البداية، كما اعترف وزير الخارجية التركي ورئيس المخابرات التركية بأن الجولاني تعاون معهم بشكل وثيق وجدي في محاربة الجماعات التي تعتبرها تركيا وشركاؤها إرهابيين منذ البداية!
بالإضافة إلى ذلك، إن الجولاني قاتل لفترة مجموعات من الجيش السوري الحر لأنه علماني وجمع الكثير من المجاهدين المهاجرين والأنصار حوله لتطبيق شريعة الله ولكنه لم يحكم الشريعة بعد ذلك وأبرم صفقات مع الأعداء وقدم تنازلات له وأثنى على الأعداء العلمانيين الأجانب وقام بالتطبيع.
وهكذا حرضنا الجولاني وكل المجاهدين الصادقين والمهاجرين والأنصار وغيرهم من المؤيدين الأجانب الشرفاء عليه.
الكاتب: أبو سعد الحمصي