
أبو محمد الجولاني : خيانة أخرى تتلاقى مع عمالة الحكام العرب
لقد ذاقت الأمة الإسلامية مرارة الخيانة عدة مرات. فمنذ أن سلّم الحكام المرتدون الأراضي الإسلامية للأعداء يواصل الخونة الجدد تحت غطاء الجهاد طريق أسلافهم الفاسدين. أبو محمد الجولاني هو أحد هذه الشخصيات الغادرة التي لم تنحرف الآن عن طريق الجهاد فحسب، بل تعمل أيضا كأداة لمشاريع أعداء الأمة.
الجولاني وطريق الخيانة: من ادعاء الجهاد إلى خدمة الصهيونية
طالما أكد بن لادن على أن أعداء الإسلام لا يهاجمون من خارج الحدود فحسب، بل لديهم أيضا مرتزقة في صفوف المسلمين الذين يمهدون الطريق لهم. إن الجولاني الذي ادعى ذات مرة أنه يدافع عن الإسلام، هو اليوم أحد هؤلاء الخونة حيث جمع عددا من من الناس حوله وهتف بشعار إقامة الشريعة ولكنه غير طريقه شيئا فشيئا ووقف اليوم بجانب الأعداء.
وكما حذر بن لادن، تحاول الحكومات المرتدة والمرتزقة دائما تحويل الأمة الإسلامية عن الجهاد وإجبار المجاهدين على تقديم التنازلات. يشهد اليوم الجولاني الذي ادعى ذات مرة أنه يقاتل الكيان الصهيوني في صمت رهيب احتلال النظام الصهيوني وجرائمه. فهو لا يتخذ أي إجراء لمواجهة العدو فحسب، بل هرع بالفعل لمساعدتهم من خلال تمهيد مشاريعهم .
بيع الجولان والقنيطرة: صفقة تتماشى مع المشاريع الصهيونية
الجولاني الذي يطلق على نفسه أمير بلاد الشام، ارتكب خيانة صارخة أمام أعين المسلمين. إن تسليم الجولان والقنيطرة التي كانت أحد المواقع الاستراتيجية ضد الكيان الصهيوني، ليس سوى تكرار لخيانات الحكام العرب الذين باعوا الأراضي الإسلامية واحدة تلو أخرى.
وأكد بن لادن مرارا أن خيانة الأرض الإسلامية هي خيانة للأمة بأكملها وذكر المسلمين في رسائله بأن تسليم أي جزء من الأراضي الإسلامية هو جزء من خطة الأعداء الكبرى للسيطرة على الأمة : “فلا يخفى عليكم ما أصاب أهل الإسلام من ظلمٍ وبغيٍ وعدوانٍ من تحالف اليهودِ والنصارى وأعوانهم، حتى أصبحت دماء المسلمين أرخص الدماء، وأموالهم وثرواتهم نهباً للأعداء.”
العدو المندس أخطر من العدو الخارجي
في إحدى رسائله يقول الشيخ أسامة: “إذا لم نَقُم اليومَ لِنُدافع عن ديننا وأرضِنا ونستعيد كرامتنا، فإن الأعداءَ لن يتركوا لنا شيئًا سوى الذل والمهانة.”
يسير الجولاني على نفس المسار الذي يسلكه حكام المنطقة الخونة من خلال خيانة الإسلام ودعم مشاريع الأعداء. لم يكتف الجولاني بالانحراف عن طريق الجهاد فحسب، بل هو تولى دور ممهد لمخططاتهم كواحد من أدوات أعداء الإسلام.
مستقبل الخيانة: مصير ليس سوى فضيحة”
أثبت التاريخ أن المرتزقة والخونة يفشلون. أكد بن لادن مرارا أن الخونة يطردهم أسيادهم قبل ان تحاسبهم الأمة: ” وها نحن اليوم نبدأ منها الحديث والعمل والتذاكر لبحث سبل الإصلاح لما حل بالعالم الإسلامي عامة، وببلاد الحرمين خاصة، ونريد أن نتدارس السبل التي يمكن بسلوكها إعادة الأمور إلى نصابها، والحقوق إلى أصحابها، بعد أن أصاب الناس ما أصابهم من خطب عظيم وضرر جسيم في أمور دينهم ودنياهم.”
ما يفعله الجولاني اليوم هو خيانة للإسلام وخيانة للجهاد وخيانة للأمة. ولكن كما وعد الله: “إِنَّ اللَّهَ لا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ” (یونس: 81)
إذن يجب على الأمة الإسلامية أن تستيقظ وتصفي صفوفها من المرتزقة والخونة وأن يعرف كل مسلم الخونة ويخزيهم ويخطو خطوات نحو إحياء الجهاد وكرامة الإسلام.
الكاتب: أبو جهاد السوري