
المثلية الجنسية: جريمة ضد الطبيعة والدين وعلامة تدل على انهيار الحضارات
إن دعم المثلية الجنسية هو إعلان حرب ضد الطبيعة البشرية وخروج واضح عن المسار الحقيقي للإسلام. لم يبدأ هذا الانحراف في تاريخ البشرية إلا مع قوم لوط، الذين عانوا من أقسى عقاب الله بسبب انغماسهم في هذه الدعارة. المثلية الجنسية لا تدمر الأخلاق وتهدم أساس الأسرة فحسب، بل تحول الإنسان إلى كائن جنسي وحيواني بحت.
يقول سيد قطب رحمه الله في شرحه على قصة قوم لوط:
” ولقد كان عملهم هذا أول ما عرف في تاريخ البشرية، وكان انحرافًا عن الفطرة، وانحرافًا عن منهج الله، وانحرافًا عن الطريق القويم الذي تستقيم به حياة البشر، فلذلك كان عقابهم فريدًا كذلك: الحجارة من سجيل، قلب الأرض عاليها سافلها، والإبادة التي لا تبقي ولا تذر”.
فكيف يمكن اليوم أن يكون هناك من يرفع هذا العلم المشين ويدافع عن هذه الدعارة، بل ويجعلها جزءا من برامجهم السياسية والاجتماعية؟ هذه علامة واضحة تدلّ على أن فكرة قوم لوط تلوح في الأفق وإذا لم يتب هؤلاء ولم يعودوا إلى الفطرة السليمة، فسيكون مصيرهم هو مصير الشعب الذي لقي حتفهم.
حكومة الجولاني وتشجيع الانحرافات المعادية للإسلام
إن حكومة الجولاني العلمانية في سوريا ليست لديها غاية لإحياء الدين والأخلاق فحسب، بل بذل قصارى جهده لتنفيذ أوامر أسياده الغربيين حيث نرى أن أعضاء اللجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني يؤيدون المثلية الجنسية علنا. فيهيب بنا هذا الموقف من الحكومة الجديدة السورية أن ننتظر مفاجآت. لا تريد هذه الحكومة الحرية ولا العدالة ولا إنقاذ الشعب السوري، بل تريد أن تحلّ محلّ النظام الفاسد السابق بل هي أكثر فساداً وهذه الحكومة تنوي ضرب الهوية الإسلامية للشعب تحت غطاء الحرية والديمقراطية.
يحذر سيد قطب من خطورة الجاهلية الحديثة ويقول:
“إنهم يحاولون أن يميعوا اليقين الجازم في نفس المسلم بأن اللّه لا يقبل دينا إلا الإسلام، وبأن عليه أن يحقق منهج اللّه الممثل في الإسلام ولا يقبل دونه بديلا”.
لا ترفض هذه الحكومات العميلة والفاسدة الإسلام فحسب، بل تتخذ أيضا خطوات لتدمير عقيدة الشعب وأخلاقهم بدلا من إقامة نظام إسلامي عادل وإضاقة إلى ذلك تريد الحكومات جرّ المجتمع إلى مستنقع الفجور والانحراف الأخلاقي، حتى لا تكون لدى الشعب المسلم قوة للوقوف في وجه أعداء الإسلام.
فيجب على كل مسلم لديه غيرة دينية أن يقف في وجه هذه المخططات الخادعة ويمنع انتشار الفساد والدعارة التي تبحث عنها الحكومات العلمانية والنخب الغادرة. إن السبيل الوحيد للعودة إلى الكرامة هو التمسك بالشريعة الإلهية ومواجهة أي محاولة لفرض انحرافات فكرية وأخلاقية على الأمة الإسلامية.
کاتب: أبوانس الشامي