
التركيز على نفي المحتلين ومرتزقتهم من الأراضي السورية هو الأولوية للأحرار
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للناس في الخطوة الأولى: أيُّها النَّاسُ قولوا لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ تُفلِحوا (شعيب الأرناؤوط، تخريج سنن الدارقطني2976)
عندما احتل الكفار الأمريكيون وحلف شمال الأطلسي من خلال العلمانيين والمرتدين الأتراك والكفار الصهاينة أجزاء من الأراضي السورية، فإن العامل الرئيسي لأي مقاتل في قيادة وصحوة المجتمع يرتكز على رفض هؤلاء المحتلين.
في تاريخ الإسلام جاءت القوانين الإيجابية تدريجيا، طبعا المقصود بالإيجاب ليس توحيد الله في توحيد السيادة بعد إنكار الآلهة ورفضها والكفر بالطاغوت، بل الغرض من الإثبات هو جزء من توحيد الألوهية والتي تشمل ترسيخ الشريعة وتقديم نموذج موضوعي لأحكام الشريعة والعبادة.
إن الهدف الكبير للشعب السوري هو إخراج المحتلين الأجانب، كما فعلت إمارة أفغانستان الإسلامية وفي هذه المرحلة قد يضطر الأحرار والمجاهدون إلى الامتناع عن ذكر بعض أحكامهم الإيجابية في بعض المراحل والاعتراف بأنه لا داعي للتعبير عنها في هذه المرحلة الانتقالية وقد يعملون كرادع إذا تم التعبير عن الأنشطة النظرية أو العملية وفتحها في هذا المجال وقد يشكلون رادعا ويعطلون مسار النضال.
قبل الزمان المحدد لتنفيذ العديد من أوامره، لم ينزلها الله كلها دفعة واحدة حتى يمكن التعبير عنها شفهيا ونظريا، بل أرجأ شرح ونزول الآيات المتعلقة بهذه الأحكام إلى زمانها ومكانها المحددين.
تحتاج الأمة الإسلامية اليوم أيضا إلى الوحدة والجبهة الموحدة ضد المحتلين الأجانب بقيادة الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي، والدخول في أي صراع داخلي أو التعبير عن خلافات دينية تؤدي إلى المساس بجبهة المؤمنين هو لعبة في لغز الأعداء المحتلين الأجانب.
وفي هذه الحالة، حتى لو سأل أحد منا عن الخلافات الدينية الشيعية السنية، خاصة أولئك الذين هم في الخطوط الأمامية للحرب ضد المحتلين، لقلنا إنه ليس لدينا إجابة في الوقت الحالي، وبعد طرد المحتلين ومرتزقتهم الداخليين وتشكيل مجلس موحد سوف يحدد كل شيء، ربما يمكننا أن نقول لأنفسنا إننا لاحظنا أحد المبادئ في طريق محاربة هؤلاء المحتلين الأجانب.
ومن هذا المنطلق، قال الملا محمد عمر، قائد الإمارة الإسلامية، في رسالة تهنئته بمناسبة عيد الفطر المبارك عام 2012: “إنه لمن دواعي سرورنا البالغ لجميع المسلمين وخاصة المجاهدين أن جميع المجاهدين من بدخشان إلى هلمند ومن ننغرهار إلى هرات يقاتلون كالإخوة في صف منظم وتحت علم واحد وأمر واحد وهذا هو سر النجاح العظيم وهذه الوحدة أذهلت العدو وأزعجته”.
لكن هذا ليس في مصلحة الأعداء المحتلين، ولهذا يحاول جنود قسم الحرب النفسية والدعاية في النظام العميل الجديد في سوريا اليوم استخدام شعار التوحيد ومحاربة الشرك والبدع والمبالغة في الخلافات الدينية بين السوريين. فيجب أن ينفذ نفس الخطة التي كانوا يعتزمون تنفيذها بين المجاهدين الأفغان في عهد الدكتور عبد الله عزام. يتحدث الدكتور عبد الله عزام في تعليقه على سورة التوبة بالتفصيل عن هؤلاء الجنود في الحرب النفسية الأمريكية في بيشاور.
بالأمس أراد البعض من خلال مهاجمة قبور المسيحيين في حمص صرف عقول المؤمنين عن خيانات الجولاني والانحراف من الخيانة إلى القبور هو فتنة تخصص فيها آل سعود منذ سنوات طويلة، وعلى الأحرار في سوريا التركيز أولا على طرد المحتلين الأجانب ومرتزقتهم الداخليين من خلال الاقتداء بإمارة أفغانستان الإسلامية وكل الثورات الناجحة في العالم وأن يتجنوا الحرب الفكرية والعملية الجديدة التي يريدها المحتلون ومرتزقتهم.
الكاتب: مولوي نور أحمد فراهي