
مناظرة بين الشهيد يحيى السنوار وأبي محمد الجولاني
الجولاني (وهو يضحك ويطل كدبلوماسي يرتدي بدلة وربطة عنق):
الأخ يحيى، انظر! أنا الآن أحضر الاجتماعات الدولية، مرتديا بدلات وربطات عنق، الجميع يحترموني، أصافح الوزراء الغربيين، ألتقط الصور، يدعونني إلى القمم… لكن ماذا فعلت؟لقد قتلت نفسك، وقتلت سكان غزة، وماذا حدث في النهاية؟!
يحيى السنوار (بابتسامة حازمة والأوساخ والدماء تغطي ثيابه):
نعم، إنهم يدعونك، لأنك لم تعد تشكل خطرا عليهم! لأنهم جردوك من سلاحك وكسروا إرادتك، وحولوك من قائد جهادي إلى سياسي جبان! لكني؟ مازلت متمسكا بمثلي العليا، لقد آمنت بوعد ربي.
الجولاني (يردّ بلهجة من يرى أن الحق معه):
يحيى، ليست السياسة أن تدمر نفسك! انظر، إنني لقد تنازلت، لقد أسترضيت الأمريكيين، فأنا الآن بأمان، لا أحد يبحث عني! أما أنت فقاتلت في غزة، فقتلت وحصورت، هل كان الأمر يستحق ذلك؟!
يحيى السنوار (بغضب مقدس وبصوت رنان):
هل أنت فخور بأن أعداء الإسلام لم يعودوا ينظرون إليك خطرا ؟! قال النبي صلى الله عليه وسلم:
“لَا تَسْتَضِيئُوا بِنَارِ الْمُشْرِكِينَ” (رواه أحمد).
أي لا تطلبوا النور من نار المشركين! لكنكم لم تستضئوا بنورهم فحسب، بل جعلتم أنفسكم وقوداً لنارهم!
الجولاني (بفخر):
كنت حكيما! أدركت أن العالم قد تغير! ما زلتم في حرب مع أفكاركم القديمة التي لن تنتصروا فيها أبدا!
يحيى السنوار (بشكل قاطع):
أنت لا تفهم الدنيا ولا الآخرة، فأنت تبحث عن هذا العالم في عبودية الكفار بينما لا تعلم أن هذا إذلال ولم تؤمن أبدا بوعد ربك.
نحن لا نقاتل من أجل الدنيا، بل نقاتل من أجل “إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ” (التوبة: 52) إما النصر أو الاستشهاد! لكن ليس لديك أي منهما فلم تنتصر ولم تجد شرف الشهادة!
الجولاني (بفارغ الصبر والغضب):
أنت فقط تطلق شعارات!
يحيى السنوار (بضحكة مريرة ولكن حازمة):
نعم سأردد شعارات بل شعارات كتبت بدماء أمثال صلاح شحادة وآلاف الشهداء الآخرين! لم تعد لديكم شعارات ولا كرامة ولا جهاد… ليس لديك سوى ربطة عنق واحدة! أما الكفار الذين ترقص من أجلهم فهم سوف يخنقونك بنفس الكرافات ولن يبقى من أثر ولكن غزة اليوم عزيزة للمسلمين ولله، والله راض عن غزة.
الكاتب: ابن تيمية