
يجب ألا نكون سعداء بالانسحابات التكتيكية الإسرائيلية في جنوب سوريا
عندما ينسق عدد من المنافقين مع عدد قليل من الثوار سيرك “الحوار الوطني” الدعائي وعندما يكون الجولاني منشغلا فقط برحلاته الداخلية والخارجية ويلقي كلماته الجميلة المعتادة، يقصف الصهاينة جنوب دمشق ومنطقة حوض اليرموك غربي درعا وتل الحارة وقرية أزرع على أطراف شمال درعا حيث أسفرت الغارات الجوية عن مقتل شخصين وإصابة آخرين وتسلل الصهاينة إلى مناطق جديدة على حدود محافظتي القنيطرة ودرعا في جنوب سوريا بالتزامن مع الغارات الجوية.
أعلن يسرائيل كاتس أنه يجب ألا يكون هناك سلاح في جنوب سوريا وهذه سياسة جديدة للحكومة الإسرائيلية وأنه لن يمسح الكيان الإسرائيلي تحت أي ظرف من الظروف لجنوب سوريا بأن يصبح جنوب لبنان وأن أية محاولة للنظام السوري من أجل التواجد في هذه المنطقة الأمنية الجنوبية ستواجه بالنار.
نسق بعض الأشخاص مسيرة احتجاجية في ساحة الأمويين في دمشق وقام آخرون في المدينة الجامعية في مدينة حمص بمسيرة احتجاجي للتنديد بهذا الاحتلال الإسرائيلي السافر للأراضي السورية وقتل المسلمين على يد هذا المجرم الوحشي وكذلك رفض محاولة إسرائيل تقسيم سوريا وبعد أن أفرغوا أنفسهم ببعض الشعارات والضجيج، ظنوا أن إسرائيل تخاف من شعاراتهم وستتوقف عن القتل والاحتلال والتدخل ثم عادوا إلى منازلهم بعد التقاط بعض الصور والمقاطع التي نشرت في القنوات وشبكات التواصل الاجتماعي.
قامت إسرائيل بتراجع تكتيكي عن محور قرية البكار في محيط درعا بالتزامن مع هذه الهجمات والمسيرات فتبادل البعض التهاني على هذا الانسحاب الإسرائيلي!
إن قال هؤلاء: إن العدو تقدم … أو تراجع العدو … أو تقدم العدو عدة مرات … أو تراجع العدو عدة مرات و غيره من الأسئلة يجب أن يسألوا أنفسهم: هل انسحب العدو من تلقاء نفسه أو أجبره الضغط الذي مارسه هؤلاء على العدو جعله ينسحب من المنطقة؟
عليكم أن لا ترضوا بالانسحابات التكتيكية لإسرائيل والمحتلين الآخرين في مثل هذه الحالات ولطالما لم تفرضوا أنتم إرادتكم -كما فعل مجاهدو غزة- على هذا العدو المحتل بقوة السلاح، فعليكم أن تعلموا أن انسحاب العدو إما من أجل احتلال مناطق أخرى أو استبدال خائن ومرتزق داخلي بمرتزق آخر لاحتلال المنطقة بأكملها وهي أسهل طريقة لاحتلال سوريا، وعلى أي حال أنتم سوف تتكبدون خسائر كبيرة.
الكاتب: أبو سعد الحمصي