
هل الأسلحة التي استحوذ عليها الجولاني للشعب السوري أم تلك التي تدمرها إسرائيل؟
بعد أن تسلم أحمد الشرع (الجولاني) السلطة وسيطر على دمشق، احتل كيان الاحتلال الإسرائيلي مناطق من الأراضي السورية لأول مرة منذ 50 عاما، بعد اتفاق وقف إطلاق النار في 31 أيار/مايو 1974، بالإضافة إلى ذلك دمرت الطائرات الحربية من خلال تنفيذ عشرات العمليات الجوية جميع البنية التحتية الدفاعية والبحثية والموانئ السورية وأعادت القدرات الدفاعية للشعب السوري إلى ما كانت عليه قبل 50 عاما.
لم يشتر نظام البعث العلماني والقومي في سوريا هذه الأسلحة والقدرات الدفاعية والمطارات والطائرات والبنية التحتية لسوريا بأموال أجنبية، بل اقتناها بأموال الشعب السوري ومن الموارد المتوفرة في سوريا مثل النفط والغاز والمناجم وغيرها. فكانت هذا الأسلحة ملكا للشعب السوري وليست للحكم العلماني للبعثيين الذي تم إسقاطه.
لم يكن خلفاء بشار سوى متفرجين في مواجهة كل هجمات كيان الاحتلال الإسرائيلي على هذه الثروة الدفاعية والبنية التحتية للشعب السوري وفي المقابل يعلن الجولاني من أجل خداع الرأي العام أن كل هذه الأسلحة التي في أيدينا هي ثمرة عملنا الدؤوب ولم يساعدنا أحد في الحصول عليها!
ولكن وزير الخارجية القطري السابق فضح هذه الكذبة الصارخة وأعلن: “نحن كنا مع السعودية وتركيا والولايات المتحدة التي دعمت وساعدت هذه الجماعات وتم توزيع هذه المساعدات عبر تركيا”.
وفي هذه الحالة، لم يكن الجولاني تابعا لتركيا وشركائها في خططها ومشاريعها وشؤونها الاستخباراتية فقط، بل كان معتمدا أيضا على تركيا وشركائها في توريد أسلحتها وغيرها من الضروريات ولم تحقق جماعته شيئا من تلقاء نفسها في هذا المجال بالذات.
إن الجولاني مجرد أداة باع ثورة الشعب السوري للحصول على الكرسي وحول سوريا إلى مستعمرة للولايات المتحدة وتركيا وشركائهما، وأصبح درعاً لإسرائيل لتطويق المجاهدين الفلسطينيين وضربهم.
الكاتب: عز الدين القسام