
هل يحق لنا الاختيار بين الشيطان وأئمة الطاغوت والطغاة الآخرين الذين يقل فسادهم؟
هذه الصورة التي نشرتموها تظهر الإفلاس الكامل لما يسمى بالتيارات الثورية والجهادية وطمس هوية الأمة الإسلامية كما أنها خيانة للقضية الفلسطينية التي كانت دائما معيارا للأمانة والولاء للدين. كما قال الشهيد سيد قطب: الذين يعطون الدنية في دينهم لا يستحقون النصر، لأنهم خانوا الأمانة قبل أن يواجهوا العدو.
1. في ميزان الشريعة – قاعدة” إذا تعارضت مفسدتان، رُوعی أعظمهما ضرراً بارتکاب أخفّهما”
يرى أهل السنة أن هناك قاعدة محددة وضرورية مفادها أنه “یُختار أهون الشّرّین”
وقد قال ابن تيمية أيضا : إذا تزاحم واجبان قدم الأهم منهما، وإذا تزاحم محرمان ارتكب أخفهما
ولكن إن جاء أحد واختار قاتل أبناء غزة الذي هو الشيطان نفسه بدلا من الطاغية الذي يقل فساده على أي حال، فهذه ليست سياسة إسلامية، بل ذلّ وخيانة.
2. في ضوء القرآن – كلام سيد قطب
يقول سيد قطب في تفسيره آية “وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ” (النساء: 58)
ليس الدين الذي يقبله الله من الناس هو مجرد تصور في العقل ولا مجرد تصديق في القلب. إنما هو القيام بحق هذا التصديق وذلك التصور ..هو تحكيم منهج الله في أمر العباد كله.
فكيف يمكن لنا أن نمكّن طاغية ليتسلم السلطة باسم الإسلام وهو تحالف مع الولايات المتحدة وإسرائيل وسجن وعذب أهل الجهاد؟
3. المبدأ العقائدي – تحريم الصداقة مع الكفار
وقد ورد في القرآن الكريم: وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ (المائدة: ۵۱) وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ (هود: 113)
فإن من يفضل الشيطان على الطاغوت بسبب حميته أو كراهيته، فسيكون قريبا من النار ويخرج من صفوف المؤمنين.
4. شهادة الحقيقة
لم يجرؤ الصهاينة في زمن الطاغية الأسد، مهما كان منهجه وعقيدته، على العدوان في بلاد الشام ولكنهم اليوم يسيرون في بلاد الشام حاملين الأعلام والكاميرات ويعتبر بعض الجهلة والمرتزقة ذلك علامة على الأمن والاستقرار أو الواقع السياسي!
نحن لا نؤمن بـالشيطان العطوف أو الصهيوني المقبول. لا يمكن تمزيق الحقيقة إلى أشلاء ولا يمكن مقايضة دين الله بالمصالح.
وقال الشهيد حسن البنا : طريقنا مرسومٌ بدم الشهداء، ومعمدٌ بآلام المجاهدين.
لذلك لا مجال لمن يصوت لصالح قاتل الأطفال أو حليف الصهاينة.
هذا هو نفس الخيانة وليس حصافة الرأي ولا النفعية ولا الدبلوماسية.
الکاتب: أبو أنس الشامي