
ما تبقى من تنظيم حراس الدين في سوريا من وجهة نظر الجولاني
وبعد خيانة الجولاني لزعيم تنظيم القاعدة الشيخ أيمن الظواهري وتسمية الشيخ له بالناكث، بقي جماعة من جنود الجولاني الذين رفضوا الخروج على الشيخ الظواهري وخيانة أميرهم موالين لتنظيم القاعدة ثم أسسوا جماعة مستقلة عن الجولاني.
تمثل جماعة حراس الدين التي تكونت في سوريا القاعدة في الشام ولكن الجولاني تعامل معها منذ البداية كجماعة تشبه تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” لأن الجولاني تعاون منذ البداية مع الحكومة التركية العلمانية والمرتدة وشركائها في محاربة كل الجماعات التي يعتبرونها إرهابية وحراس الدين هي واحدة من هذه الجماعات.
اعتقد البعض بعد إعلان حل حراس الدين أن الجولاني وشركاءه، مثل التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة، لا يهتمون بالأعضاء السابقين في هذه الجماعة ويطلقون سراح أعضاء هذه المجموعة في السجون ولكن الاغتيالات المدروسة لأعضاء سابقين في حراس الدين والحادث الأخير في سجن الراعي بريف حلب الشمالي أثبتت أن الجولاني وجماعته يرفضون أن يعيش أعضاء حراس الدين أو أي شخص وجماعة بحرية يطلق التحالف الذي يرفع العلم الأمريكي عليهم اسم الإرهابيين.
هاجمت قبل أيام قليلة مجموعة من المجاهدين المسلحين المتنكرين بزي قوات الأمن العام التابعة للنظام الجديد سجنا في بلدة الراعي بريف حلب الشمالي، كان تابعا لفصيل “السلطان مراد” التابع للإدارة المحلية للحكومة العلمانية المرتدة في تركيا، ما أدى إلى هروب جماعي للسجناء.
ما يهمنا في هذا الحادث هروب عدد من عناصر حراس الدين من هذا السجن مع سجناء آخرين وهروب هذا العدد الكبير من السجناء من حراس الدين في هذا السجن الصغير يدل على عمق المأساة في سجون الجولاني ضد أهل الدعوة والجهاد خاصة أعضاء حراس الدين.
أثبت الجولاني والتحالف الذي يشارك فيه بشكل رسمي وعلني بحجة محاربة الإرهاب وهو تحالف يخضع للإشراف المباشر للولايات المتحدة، أنه لا مصلحة في التزام الصمت أمام هذه الانحرافات لأن الصمت والتفرج لا يساعدان إلا في دعم الخونة المتواجدين في الأراضي السورية.
وقف الجولاني إلى جانب الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي وإسرائيل إذ يعتبرنا جميعا إرهابيين وسوف نكون نحن أهدافه القريبة والبعيدة. إذن يجب ألا نهتم بشعاراته الكاذبة وأمثال بلعم بن باعوراء الذين اجتعموا حوله.
يجب علينا مرة أخرى أن نعود إلى صفوف المجاهدين والوقوف في تحالف شامل ضد خونة الجهاد وثورة أهل الشام من خلال التعلم من الأضرار الناجمة عن تشتت الجماعات المختلفة في الماضي.
الكاتب: أبو أسامة الشامي