
هلالٌ في السماء وذلٌّ في الأرض!
رأى الناسُ هلال العيد بين سُحُبٍ متشابكة، لكنهم لم يروا الدّماء التي سالت على أرض غزة… رأوا القمر ولم يروا الجراح، احتفلوا ونسوا أنّ هناك من لا يجد كفناً ولا قبراً ولا لقمةً يفطر بها طفله!
أيّ عيدٍ هذا يُغنّى فيه والأقصى يئن؟! أيّ فرحٍ يُقام والحرائر تُسحَل في الشوارع؟!
إنها جاهلية القرن العشرين والثاني والعشرين، التي تحدث عنها سيد قطب حين قال: “أنظر من علو إلى الجاهلية التي تموج في الأرض، وإلى اهتمامات أهلها الصغيرة الهزيلة”.
القرآن نادى: “إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ”، لكننا لم نُحكّمه، بل حكّمنا رايات سايكس بيكو، وأعلام العار، وصحف الفسق والعار!
إنه دين لا يقبل دِنيّة في الكرامة، ولا سلمًا مع الذل، ولا عيدا مع الخضوع! إما أن يكون العيد على وقع صيحات النصر، أو فلا عيد حتى يعود الأقصى، وحتى ترتفع راية لا إله إلا الله فوق أسوار غزة!
يا أمةً ترى الهلال، ولا ترى أطفالها يُذبحون! أما آن لكم أن تبصروا؟!
الکاتب: ابوانس الشامی