
الجهاد في سوريا واجب وإن لم يسمح أحمد الشرع بذلك.
لا يخفى على أحد أن الأراضي السورية قد احتلتها الولايات المتحدة وإسرائيل وكذلك النيتو من خلال الحكومة العلمانية التركية والفرنسية. فإن الجهاد واجب على الشعب السوري في مثل هذه الحالة مثل الصلاة لإخراج هؤلاء المحتلين.
قال ابن عطية رحمه الله : “واستمر الإجماع على أن الجهاد على أمة محمد فرض كفاية، فإذا قام به من قام من المسلمين يسقط عن الباقين إلا أن ينزل العدو بساحة للإسلام، فهو حينئذ فرض عين”. اهـ.( في “تفسيره” 8/346)
ويقول ابن قدامة : الجهاد فرض على الكفاية… الخطاب في ابتدائه يتناول الجميع كفرض الأعيان ثم يختلفان أن فرض الكفاية يسقط بفعل بعض الناس له وفرض الأعيان لا يسقط عن أحد بفعل غيره. [المغني: 10/364]
لا يجد الكثير من الناس أي مشكلة حتى الآن ولكن إذا لم يسمح والدك أو والدتك أو أي شخص آخر لك بأداء واجب الصلاة، فهل أنت تطيعه وتترك الصلاة ؟ بالتأكيد لا. فإن داء الواجبات لا يتوقف إلا على رضا الله وقدرة الشخص وليس على كلام الناس ورضاهم.
يقول ابن حزم عن من يمنع الجهاد : ” ولا إثم بعد الكفر أعظم من إثم من نهى عن جهاد الكفار، وأمر بإسلام حريم المسلمين إليهم “.(المحلى 7 / 300)
وقال ابن حزم أيضا: قال سبحانه وتعالى : فقَدْ قَالَ تَعَالَى: {قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنْ الْكُفَّارِ وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً} فَلَمْ يَخُصَّ بِأَمْرِ الإِمَامِ، وَلاَ بِغَيْرِ أَمْرِهِ وَلَوْ أَنَّ إمَامًا نَهَى، عَنْ قِتَالِ أَهْلِ الْحَرْبِ لَوَجَبَتْ مَعْصِيَتُهُ فِي ذَلِكَ, لأَنَّهُ أَمَرَ بِمَعْصِيَةٍ فَلاَ سَمْعَ، وَلاَ طَاعَةَ لَهُ. وَقَالَ تَعَالَى: {فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لاَ تُكَلَّفُ إِلاَّ نَفْسَكَ} وَهَذَا خِطَابٌ مُتَوَجِّهٌ إلَى كُلِّ مُسْلِمٍ, فَكُلُّ أَحَدٍ مَأْمُورٌ بِالْجِهَادِ وَإِنْ لَمْ يَكُنْ مَعَهُ أَحَدٌ, وَقَالَ تَعَالَى: {انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالاً} , وَقَالَ تَعَالَى: {فَانْفِرُوا ثُبَاتٍ أَوْ انْفِرُوا جَمِيعًا} . [المحلى – الرقمية 7/ 351]
إذا كان الجهاد في سوريا ضد المحتلين الأجانب واجبا، فلا يمكن للجولاني وغيره منع الجهاد وأداء هذا الواجب وأمرهم بترك الجهاد هو أمر بمعصية الله.
أنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بَعَثَ جَيْشًا، وأَمَّرَ عليهم رَجُلًا فأوْقَدَ نَارًا وقالَ: ادْخُلُوهَا، فأرَادُوا أنْ يَدْخُلُوهَا، وقالَ آخَرُونَ: إنَّما فَرَرْنَا منها، فَذَكَرُوا للنبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَقالَ لِلَّذِينَ أرَادُوا أنْ يَدْخُلُوهَا: لو دَخَلُوهَا لَمْ يَزَالُوا فِيهَا إلى يَومِ القِيَامَةِ، وقالَ لِلْآخَرِينَ: لا طَاعَةَ في مَعْصِيَةٍ، إنَّما الطَّاعَةُ في المَعروفِ. ( البخاري 7257، مسلم 1840)
الكاتب: أبو أسامة الشامي