
إذا قال الله وإن رأيت نفسك التغيير في سوريا فهذا يعني أنه يمكنك العودة إلى الطريق الصحيح
تم القضاء أخيرا على الحكم العلماني للبعثيين من خلال اتفاقيات دولية وإقليمية وبنتائج غير ناضجة بعد عدة عقود من الجهاد والنضال من أجل إقامة حكومة إسلامية وتحكيم الشريعة الإسلامية وإزالة الحكم العلماني في سوريا ولكنه لم يحل محله حكم إسلامي وظل الجهاد والثورة غير مكتملين أو قل إنه سرقت الثورة.
يقول الله: ” إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلَا مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَالٍ (الرعد:11)
لذلك، قبل أن يبتلينا الله بنهاية سيئة، يجب أن نحاول تغيير أنفسنا ثم تغيير هذه الظروف السائذة وإعادة الجهاد إلى مساره الشرعي من أجل تحقيق النتائج المرجوة التي أرادها الله لتغيير المجتمع إن شاء الله.
تثبت التجارب والتاريخ أنه إذا رأيت العديد من الدول في العالم التي كانت يسيطر عليها المستعمرون حتى وقت قريب وهي اليوم تحررت، فهذا يعني أنه يمكننا أيضا الخروج من ربقة استعمار الولايات المتحدة والغرب.
خرجت سوريا من تبعية روسيا والصين ولكن الدول الغربية احتلتها واستعمرتها في ظروف أسوأ. إننا نريد الاستقلال ولا نريد الخروج من عبودية والابتلاء بعبودية أخرى.
إذا تمكنت بعض البلاد مثل أفغانستان في فترة طالبان من تحقيق الاستقلال وتطبيق الشريعة على أساس الفقه الديني من خلال التنظيم والجهاد ودفع الكثير من المال، فيمكننا فعل ذلك أيضا.
إن وجود هذه الأمثلة لا يعني حصر فاعلية الاستقلال والشريعة في تلك الأرض بالذات، بل يعني بالنسبة لنا أن نفس الطريقة قد تعطي نفس النتيجة إن شاء الله.
إن المشاكل الحالية للحكومة السورية الجديدة متجذرة في اعتمادها على الولايات المتحدة وشركائها وبسبب هذه المشكلة الأساسية لا تحكم الشريعة الإسلامية ولا تعلن الحكومة الإسلامية ولا يوجد جهاد ضد المحتلين الأتراك والأمريكيين والإسرائيليين.
نحن نقدر على حل هذه المشاكل إذا اقتلعنا جذور هذه المشاكل، أي الاعتماد على الولايات المتحدة وشركائها ونحقق الاستقلال العقدي والعملي ونعمل وفقا لمنهجنا ومعتقداتنا الإسلامية.
طالما تواجدت الولايات المتحدة وشركاؤها ومرتزقتها، فلن نرى سوى المزيد من المشاكل.
يمكننا أن نصل مرة أخرى إلى طريق الجهاد والاستقلال الديني، إذا أردنا ذلك وقاتلنا من أجله والخطوة الأولى في هذا الجهاد هي توحيد صفوف الأحرار والتركيز على الولايات المتحدة كرأس الأفعى وتجنب أي نوع من الاقتتال.
الكاتب: صلاح الدين الأيوبي