
يجب على قوة المحاسبة الخاصة في الشمال السوري ألا تدخل في لعبة العدو
المبدأ الأساسي في الشؤون الجهادية والثورية هو فهم الوضع الراهن وتحديد العدو والتركيز على العدو الرئيسي وتجنب الاقتتال الذي قد يدبره الأعداء.
يوحي الوضع الحالي في المجتمع السوري بأن رئيس حكومة ذهب مع حلفائه وبعض مسؤوليه التنفيذيين وأن نفس النظام استبدل برئيس آخر ومسؤولين آخرين وأسيادهم وأن النظام السابق لا يزال يحكم. إذن نجد بعض الشيوخ المخلصين مثل الشيخ أبي شعيب الصمري والجبلاوي و غيرهم لا يزالون في سجون الجولاني ولكن الشبيحة ومجرمي الحرب يتجولون بحرية بل إنهم يتواجدون في مناصب حكومية مختلفة دون محاسبة.
لقد هتف الناس:
– الشعب یُرید إسقاط النظام ولكن النظام لم يسقط واستمر بتغيير مظهره وملابسه.
– الشعب يريد تطبيق الشريعة ولكن الشريعة الإسلامية صارت أحد المصادر التشريعية وليس المصدر الوحيد.
أما بالنسبة لقضية معرفة العدو، فما هو واضح للجميع هو أن الولايات المتحدة هي عدونا الأول إلى جانب إسرائيل وحلف شمال الأطلسي، وكل منهما يحتل حاليا أجزاء من سوريا بشكل مباشر أو عبر ممثليها المتواجدين في سوريا.
لذلك يجب أن نركز على هؤلاء الأعداء ولكن هذا لا يصب في مصلحة هؤلاء الأعداء ولهذا السبب، كما أنتجوا ودعموا الجولاني كقائد ثوري، سيكونون قادرين على استخدام المذاهب المختلفة وخلق العديد من القادة الصغار الآخرين لخلق حروب أهلية وإشغال الناس بعضهم بالبعض وتقليل ضغط الحرب على أنفسهم.
يجب على الجماعة التي نظمت نفسها في الشمال السوري وقدمتها تحت مسمى “القوة المحاسبة الخاصة لاغتيال الشبيحة ومجرمي الحرب” أن تنتبه إلى هذه النقاط المهمة في نضالها إذا كانت تنوي حقا خدمة الشعب وأن لا تخدم المحتلين من جديد.
ورغم أن البعض يرى أن وجود “قوة المحاسبة الخاصة لاغتيال الشبيحة ومجرمي الحرب” ليس تهديدا لسوريا بل هي وعد قد لا يقتصر على الشمال السوري ويمكن أن يشمل محافظات سورية أخرى، إلا أنه إذا تركنا العدو الرئيسي وانشغل الناس بعضهم بالبعض، فلا شك أن ثمار اقتتالهم يقتطفها الأعداء والشعب هم الخاسرون الرئيسيون إذا اعتقدنا إن من يخوض هذه المعارك فهو ليس عميلاً للأعداء.
أعداؤنا هم الولايات المتحدة وإسرائيل وتركيا ومرتزقتهم. إننا سنوجه أكبر الضربات لأعداء ديننا وأمتنا ونحرر سوريا بطريقة حقيقية من خلال التركيز على هؤلاء الأعداء وتجنب الاقتتال.
الكاتب: صلاح الدين الأيوبي