
السلطة السورية الجديدة درع جديدة لإسرائيل وتركيا بديلة لروسيا
دعمنا محمد الفاتح الجولاني لسنوات عديدة في قتاله مع حكومة بشار الأسد العلمانية وروسيا، آملين أن نقيم حكومة إسلامية ونقدر على مساعدة شعبنا في فلسطين وليس أن تفسح الحكومة الاشتراكية العلمانية المجال لحكومة رأسمالية ليبرالية علمانية أخرى ولا أن تفسح روسيا المجال للولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي وإسرائيل، إذ لا تضعف السيادة السورية فحسب، بل تحتلّ أجزاء أخرى من الأراضي السورية وتصبح البلاد درعا تحمي إسرائيل.
نقلت صحيفة “يسرائيل هيوم” عن مصدر سياسي قوله: لقد أوضحنا أن مسؤولية منع أي تهديد لإسرائيل من سوريا تقع على عاتق حكومة دمشق.
وهذا يعني أن الحكومة السورية الجديدة أصبحت درعا تحمي إسرائيل مثل الأردن ومصر ويجب أن تكون مسؤولة عن أمن إسرائيل.
بالإضافة إلى ذلك وبغض النظر عن الحرب المسيسة بين تركيا وإسرائيل، نرى أن القناة 12 نقلت عن مسؤول إسرائيلي قوله: “هناك اتصالات بين إسرائيل وتركيا بشأن التوترات على الأراضي السورية. سنبني منظومة تنسيق مع تركيا على غرار تلك التي كانت مع روسيا خلال وجودها في سوريا”.
بعبارة أخرى يمكننا أن نرى بوضوح أن الحكومة التركية العلمانية قد حلت محل روسيا نيابة عن حلف شمال الأطلسي والشركاء الأمنيين والاقتصاديين للولايات المتحدة وإسرائيل.
ومن جهة أخرى يفكر هؤلاء الشركاء الحاكمون في سوريا في إنشاء جيشين منفصلين عن القوات السورية كما نقلت أكسيوس عن مسؤول إسرائيلي قوله إن الضباط الأتراك والإسرائيليين يتشاورون لإنشاء آلية للفصل بين الجيشين في سوريا.
هل وقفنا إلى جانب الجولاني من أجل تحقيق هذا الغرض منذ بداية الثورة؟
يقود الجولاني مجتمعنا نحو علمانية جديدة تعتمد على الغرب ليكون المجتمع درعا جديدا لإسرائيل وهذا لا يتفق مع أهداف جهادنا وثورتنا ولا مع مصالح دولة مستقلة غير مسلمة تهتم بمصالح شعبها.
إن هذا التيار المتحالف مع الغرب لا يمتّ بصلة إلى الجهاد والثورة التي دامت منذ عقود من الزمن وقام بها المجاهدون والشعب السوري المؤمن ضد الحكم العلماني للبعثيين.
الكاتب: أبو سعد الحمصي