
الجولاني الذي يريد أن يأخذ شرعية حكومته من أعدائه هو إنسان غبي لا يستحق البقاء
منعت الولايات المتحدة وشركاؤها خلال عدة سنوات إقامة أي حكومة إسلامية مستقلة بقدر ما يستطيعون تحت شعار محاربة الإسلام السياسي والراديكالي ومحاربة الإرهاب وما إلى ذلك. فإذا أقيمت مثل هذه الحكومة، فقد حاولوا عزلها وتدميرها عبر أنواع العقوبات والقيود والصراع المسلح.
لا تريد الولايات المتحدة وشركاؤها في شكل الاستعمار الجديد، سوى دول خاضعة وتابعة تبدو مستقلة ظاهريا ولكنها تسيطر عليها وتديرها بشكل غير رسمي. لا شك أن هذه الدول العميلة تفتقر إلى الاستقلال ويصب جل اهتمامها في خانة حماية المصالح الغربية.
هنا يتضح ما هي الحكومة التي تعترف بها الولايات المتحدة وتقدم لها مساعدات مالية وعسكرية وما هو موقف من يسعى مثل الجولاني إلى استرضاء الولايات المتحدة وشركائها ويتوقعون منهم الاعتراف بهم، وإن كان مؤدى الاعتراف سخط الله ، ولهذا يقول ماجد الراشد أبو سياف: من يحصل على مشروعية وجوده من عدوه فلا يستحق الوجود.
هذه حقيقة تاريخية ظاهرة لدى مثقفي كل أمة خاصة بين أهل الدعوة والجهاد، كما قال الشيخ محمد الغزالي رحمه الله: الأمة الإسلامية ليس لها صديق، من يطلب الخير عند الأمريكان والأوروبيين فهو أحمق.
حاول الجولاني خلال 14 عاما من الجهاد والثورة ضد حكومة بشار الأسد العلمانية، استرضاء هؤلاء الكفار المحتلين الأجانب، أملاً منها أن تأخذ شرعية حكمها من الأعداء المحتلين ويثبت للشعب أنه من الممكن أن تجلب الخير للدين والشعب من خلال هؤلاء الغزاة والمحتلين الأجانب.
هذا الشخص غبي لا يستحق البقاء.
الكاتب: أبو سعد الحمصي