بالنسبة لإسرائيل، الدروز السوريون مجرد ذريعة

بالنسبة لإسرائيل، الدروز السوريون مجرد ذريعة

استهدفت إسرائيل بالأمس منطقة خالية بالقرب من القصر الرئاسي في دمشق لتحذير الحكومة الجديدة السورية من أجل ليأتي وزير الدفاع الإسرائيلي وليقول مؤكداً: “إذا لم تتوقف الهجمات على الدروز السوريين، فسوف نرد بالقوة”.
تعني هذه الكلمات على أرض الواقع أن إسرائيل تنوي استخدام الدروز السوريين كأداة ضد الجولاني ودفع مخططاتها في سوريا من جهة، ومن جهة أخرى استرضاء الدروز في فلسطين المحتلة.
وبعد قصف قصر الجولاني الرئاسي، تحدث رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مع الزعيم الروحي للطائفة الدرزية الإسرائيلية الشيخ موفق طريف وشكر الشيخ طريف رئيس الوزراء على أمره باتخاذ إجراءات حاسمة لحماية الدروز السوريين في الأيام الأخيرة، بما في ذلك قراره في الليلة الماضية بقصف القصر الرئاسي في دمشق. قال نتنياهو لطريف إنه يتوقع من الطائفة الدرزية أن تحترم القانون الإسرائيلي.
أصدر نتنياهو وكاتس أيضا بيانا مشتركا أعلنا فيه: “هجومنا بالقرب من القصر الرئاسي في دمشق هو رسالة واضحة للنظام السوري”.
الرسالة الإسرائيلية الواضحة هي أن إسرائيل لن ترضى ابدأ بتواجد الجهاد الإسلامي وحماس وعاصفة الأقصى وإن انخرطت سوريا في تحالف محاربة الإرهاب التي تقوده الولايات المتحدة وحليفها إسرائيل وأرسلت مئات رسائل تطمئن فيها إسرائيل عبر قنوات مختلفة والأمم المتحدة، بأننا لن نشكل أي تهديد لكم. فإن شاءت إسرائيل فسوف تجد ذريعة لدفع مخططاتها الخاصة، حتى إذا كلفت هذه المخططات قتل مئات الأشخاص مثل الجولاني الذي قدم الكثير من الخدمة.
فإن ثقة الجولاني وتمسكه بوعود أوروبا والولايات المتحدة ومراسلة ترامب وإعلان استعداده للانضمام إلى اتفاقيات إبراهيم، لن يرضي إسرائيل ما لم يصبح نتنياهو حاكماً في دمشق.
هاجمت الولايات المتحدة إمارة أفغانستان الإسلامية بتهمة تواجد أسامة بن لادن في أفغانستان وأسقط صدام حسين والقذافي بذريعة تخزين المواد الكيميائية. قد تستخدم إسرائيل ذريعة السلاح الإيراني وتواجد الجهاد الإسلامي وتواجد المحور الشيعي وحماية العلويين والدروز والأقليات لتهاجم سوريا. إن أنماط الولايات المتحدة وإسرائيل والطواغيت كلهم متماثلة وإنما تختلف الأعذار.

عندما يكون للولايات المتحدة وإسرائيل مخططاتهما الخاصة في المنطقة، فمن المستحيل إقناعهما بأي شيء آخر غيرها. فهؤلاء هم الأعداء للمؤمنين والذين دخلوا الحوار بلغة السلاح ولا يفهمون سوى لغة السلاح.

الكاتب: عز الدين القسام

  • Related Posts

    احتواء الأفكار الثابتة الذي تنويه التيارات المزيفة

    احتواء الأفكار الثابتة الذي تنويه التيارات المزيفة لماذا يصف الغرب الجماعات الإسلامية تثبت في طريقها بأنها تيار إرهابي ولكنه يحاول أن يدعم التيارات المزيفة؟ على سبيل المثال، صنفت الولايات المتحدة…

    السويداء تقترب من نقطة الغليان: فصل جديد من العمل الجاد والإجابات الحاسمة يبدأ

    السويداء تقترب من نقطة الغليان: فصل جديد من العمل الجاد والإجابات الحاسمة يبدأ جعلت التطورات الأخيرة في محافظة السويداء المنطقة في صدارة الأخبار السياسية والأمنية في سوريا. تشهد الصعيد السياسي…

    اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

    You Missed

    احتواء الأفكار الثابتة الذي تنويه التيارات المزيفة

    احتواء الأفكار الثابتة الذي تنويه التيارات المزيفة

    السويداء تقترب من نقطة الغليان: فصل جديد من العمل الجاد والإجابات الحاسمة يبدأ

    • من admin
    • أغسطس 22, 2025
    • 15 views
    السويداء تقترب من نقطة الغليان: فصل جديد من العمل الجاد والإجابات الحاسمة يبدأ

    الجروح الخفية للحرب وحلم امتلاك البيت: القصة المريرة لمن بقي في سوريا

    الجروح الخفية للحرب وحلم امتلاك البيت: القصة المريرة لمن بقي في سوريا

    الاتفاق السوري ـ الأميركي حول “الممرّ الإنساني”

    الاتفاق السوري ـ الأميركي حول “الممرّ الإنساني”

    مايكروسوفت تساهم في الأطفال الفلسطينيين في غزة

    • من admin
    • أغسطس 21, 2025
    • 16 views
    مايكروسوفت تساهم في الأطفال الفلسطينيين في غزة

    القادة السابقون في الجيش الصهيوني والعصابة الخاصة الصهيونية يدقون ناقوس الخطر: “إسرائيل” المجنونة والقاتلة تتعرض للخطر

    • من ezqassam
    • أغسطس 20, 2025
    • 11 views
    القادة السابقون في الجيش الصهيوني والعصابة الخاصة الصهيونية يدقون ناقوس الخطر: “إسرائيل” المجنونة والقاتلة تتعرض للخطر