
أين يقف العلماء السوريون من سياسات الجولاني وجماعته؟
قاوم أمير إمارة أفغانستان الإسلامية فضيلة المولوي هبة الله أخوند زاده جميع المؤسسات العلمانية الدولية لحقوق الإنسان للدفاع عن تحكيم الشريعة الإسلامية و أعلن في عيد الفطر هذا العام أن “أفغانستان لا تحتاج إلى قوانين غربية وطالما يتم تحكيم قوانين الشريعة الإسلامية، فإن الديمقراطية جثة هامدة… الغرب لا يريد أن يتم تحكيم الحدود الإسلامية في أفغانستان، أما نحن فلن نتراجع عن مبادئنا”.
أعلن كذلك في حلقة دراسية للإصلاح أقيمت في يوم واحد للمسؤولين العسكريين والمدنيين في ولاية كابول:
لقد ابتعد العلماء عن السياسة منذ مئات السنين وكان العالم يحاول تهميش العلماء والصالحين والنظام الإسلامي والجهاد والشريعة وحدود الله سبحانه وتعالى ليبقى في صفحات الكتاب فحسب ولكن العلماء الكرام والصالحون في أفغانستان تصدروا الساحة السياسية خلافا للمعتقدات وهي سياسة حرم منها المسلمون منذ مئات سنين.
لا تخافوا من المصاعب. الشريعة تجلب رضا الله تعالى فلا تراعوا أحدا في مواجهتها”.
هذه هي كلمات قائد الإمارة الإسلامية أمام الدول العلمانية والديمقراطية بأسرها والذي حقق هذه الكرامة بعد 20 عاما من الجهاد ضد الولايات المتحدة وحلفائها وإخراج آخر جندي محتل من أفغانستان. أيها العلماء السوريون، أنتم الذين أصدرتم فتاوى كثيرة عن الجهاد وحرضتم الشباب على العمليات الاستشهادية ودعوتم إلى إسقاط نظام بشار الأسد العلماني إقامة الحكومة الإسلامية وتحكيم الشريعة وتحرير القدس، فما الذي حققتم اليوم وأين تقفون أنتم من سياسات شاب يدعى الجولاني الذي تتلاعب به الولايات المتحدة وإسرائيل وتركيا؟
هل فوضتم إدارة المجتمع لمن يجهل الشريعة ومن حوله وهل انشغلتم بالقضايا الشخصية مثل الحيض والنفاس والحمام وغيرها من الشؤون الشخصية؟
هذا أنتم تعيدون إنتاج آل سعود وآل الشيخ الذين نرى ثمارهم الخبيثة أي فصل الدين عن الحكومة وفقاً للعقيدة العلمانية ولكن في ثوب مختلف شئتم أم أبيتم وهذه كارثة أصابت المسلمين منذ قرون.
قال ابن القيم رحمه الله : “وتقسيم بعضهم طرق الحكم إلى شريعة وسياسة كتقسيم غيرهم الدين إلى شريعة وحقيقة، وكتقسيم آخرين الدين إلى عقل ونقل، وكل ذلك تقسيم باطل، بل السياسة والحقيقة والطريقة والعقل كل ذلك ينقسم إلى قسمين: صحيح وفاسد؛ فالصحيح قسم من أقسام الشريعة لا قسيم لها، والباطل ضدها ومنافيها، وهذا الأصل من أهم الأصول وأنفعها.”(إعلام الموقعين عن رب العالمين، ص٢٨٥/ج٤)
لا تربط صلة الجولاني كقائدكم بقادتنا ولا علاقة لكم كالعلماء لدى الحكومة السورية بالحكم الإسلامي والمنهج الإسلامي والعلماء في ساحة الدعوة والجهاد. إن إمارة أفغانستان الإسلامية تسير في اتجاه وأنتم تسيرون في اتجاه آخر.
أنتم تسلكون طريق البدعة وتنتجون في سوريا بدعة قد تستمر لعدة أجيال كآل سعود وهذا أحب شيء عند الشيطان من غيره من الخطايا كما يقول الإمام سفيان الثوري: الْبِدْعَةَ أَحَبُّ إلَى إبْلِيسَ مِنْ الْمَعْصِيَةِ، لِأَنَّ الْبِدْعَةَ لَا يُتَابُ مِنْهَا، وَالْمَعْصِيَةُ يُتَابُ مِنْهَا» (الجلال السيوطي، حقيقه السنة والبدعة = الأمر بالاتباع والنهي عن الابتداع، ص81)
الكاتب: مولوي نور أحمد فراهي