
ديماغوجية أبواق الجولاني التي تمارسها لتبرير التحالف مع الولايات المتحدة والغرب والاعتراف بإسرائيل على أساس صلح الحديبية
كان صلح الحديبية الذي عُقد في السنة السادسة للهجرة بين دار الإسلام أي المدينة المنورة في زمن حكم النبي صلى الله عليه وسلم ودار الكفر التي حكمها مشركو قريش، هدنة طويلة الأمد تم خلالها الاعتراف بحكم المسلمين وتهيئة الأرضية لحرب العصابات من قبل المسلمين الآخرين خارج دار الإسلام ضد دار الكفر تحت حكم كفار قريش.
بموجب هذا الصلح:
– عقد قريش والمسلمون اتفاقا لتجنب قتال بعضهم البعض أو مهاجمة بعضهم البعض في غضون عشر سنوات.
– کان المسلمون الموجودون في مكة وفقا لهذه المعاهدة یتمتعون بالحریة في أداء واجباتهم ومعتقداتهم الدينية ولا يحق لأحد مضايقتهم أو السخرية منهم (ابن هشام، السیره النبویة، ۱۴۱۲ق، ج۲، ص۷۸۳)
– تحالف بنو بكر وقريش وبنو خزاعة مع المسلمين ولكن بني بكر نقض الهدنة وهاجم بني خزاعة وهاجمت دار الإسلام تحت حكم النبي صلى الله عليه وسلم مكة واحتلتها. (الواقدي، کتاب المغازي، ۱۹۶۶م، م۲، ص۶۱۱ـ۶۱۲)
تقوم الولايات المتحدة وإسرائيل اليوم بذبح المسلمين في الدول الإسلامية المختلفة خاصة في غزة بأسوأ أساليب ممكن. لذلك ليس لديهما معاهدة مع المسلمين إذ تعدان دار الحرب التي تقاتل المسلمين.
إضافة إلى ذلك، فإن صهاينة العرب وأبواقهم الذين يتذرعون بصلح الحديبية يهدفون إلى الاعتراف بكيان الاحتلال في الأراضي الإسلامية التي تقترح خطة الدولتين للأمة الواحدة، بينما اعترف في صلح الحديبية بسيادة المسلمين وليس العكس.
النقطة الأكثر أهمية هي:
عندما هاجم جابان الكردي رضي الله عنه وغيره من المؤمنين الذين لم يستطيعوا الهجرة إلى دار الإسلام بالمدينة المنورة قوافل قريش، لم يساعد رسول الله صلى الله عليه وسلم كفار قريش ضد هؤلاء المؤمنين، أما الجولاني فهو وغيره من صهاينة العرب انتصر للولايات المتحدة وإسرائيل ضد المؤمنين وأهل الجهاد والدعوة المعارضين للولايات المتحدة وإسرائيل وشركائهم بذريعة مكافحة الإرهاب.
تكفي هذه الحالة لكي ندرك أن تبريرات أبوق الجولاني لخيانة الجولاني والغدر بأهل الدعوة والجهاد وجميع المسلمين باطلة فلا یمکن لهم الاستناد إلى صلح الحديبية.
وقع الجولاني في نواقض الإسلام لأنه تحالف مع الكفار الذين يخوضون الحرب ضد المسلمين. لقد سبق أن سجن الجولاني خصومه بتهمة الوقوع في نواقض الإسلام وقضى عليهم.
فلا شك أن الجولاني يرتكب هذه الجريمة الكبرى بوعي.
الكاتب: عز الدين القسام