
المهاجرون الأجانب في سوريا مخيرون بين أن يصبحوا فاغنر أو الترحيل أو الإقصاء
التزم الجولاني منذ بداية الثورة بمحاربة الجماعات الإرهابية بعد أمر أصدرته الحكومة التركية العلمانية المرتدة وتكفل بناء على تعاليم السفير الأمريكي السابق في دمشق فورد عبر القناة البريطانية بمحاربة الجماعات التي تسميها الولايات المتحدة والغرب وشركاؤهم بالإرهابية، لكن بعض الجهات استخدمتها كأدوات ضد الجماعات الأخرى التي تعارضها حتى انتهت صلاحية هذه الجماعات وقد سمح لأعضائها هؤلاء بمغادرة سوريا أو خيروا بين أن يصبحوا قوات فاغنر للجولاني (إسرائيل والدول الغربية) أو يقتلون.
رفعت اليوم الولايات المتحدة العقوبات عن سوريا وقبل ذلك حددت شروطاً للجولاني، إحداها الانضمام إلى الاتفاقيات الإبراهيمية من أجل الاعتراف بإسرائيل وحمايتها والأخرى هي ترحيل المهاجرين الأجانب أو التحكم بهم والذين تحالفوا مع الجولاني من أجل الجهاد.
لن يكون ترحيل هذا العدد الكبير من المهاجرين المجاهدين الذين تدربوا على الحروب ليخلو من المتاعب للجولاني. فقال وزير الخارجية الأمريكي مارك روبيو إن الرئيس السوري أحمد الشرع طلب المساعدة لإخراج المقاتلين الأجانب والإرهابيين وتعزيز السلام مع إسرائيل.
كما نشر الشيخ عبد الرزاق مهدي رسالة روى فيها ذروة قلق المهاجرين والخيانة الصارخة التي كانت ستحدث بهم قائلاً: هل يتم تسليم المهاجرين بالفعل أم يطلب منهم مغادرة سوريا؟ إذا حدث هذا، فيعتبر خيانة صارخة.
هل نجد بيع المهاجرون الذين ضحوا بأنفسهم للدفاع عن الشعب السوري ودعموا الشعب المضطهد الذي تخلت عنه معظم البلدان بعد النصر؟!!
لا يوجد تبرير رسمي من الحكومة السورية لطمأنتهم كأنهم لا يملكون مشاعر أو عواطف أو أي شرف. هذا يعني أن قضية المهاجرين تقل أهمية من معالجة ملف الأقليات السورية.
كما نشر مجاهد داغستاني صورة من داغستان التي تركها وهاجر منها إلى سوريا للجهاد وإقامة الحكومة الإسلامية وتحكيم شريعة الله وتحرير فلسطين من المحتلين الصهاينة، فأصبح متحالفا مع الجولاني ويقول:
“هذا هو داغستان التي تركناها. لا تظنوا يوما واحدا أننا جئنا إلى هنا بسبب جمال سوريا أو ثرواتها، جئنا لنقاتل من أجل الله. غادرنا بلدنا لدعمكم وتعرضنا للاضطهاد، والآن تريدون طردنا”.
نعم لقد أدرك الجميع أن الجولاني هو جندي من جنود الكفار في سوريا وهو صهيوني عربي آخر وأن الجولاني استغلهم جميعا كأداة لتلبية مطالب هؤلاء الأعداء. إذن يجب على المهاجرين أن يعلنوا حل تنظيمهم وأن يصبحوا جزءا من الجيش السوري الجديد لكي لا يعودوا إلى بلادهم أو يرحلوا مرة أخرى إلى تركيا كما فعل تنظيم حراس الدين والحزب الإسلامي التركستاني. فمن الأفضل أن نقول يجب عليهم أن يصيروا قوات فاغنر للولايات المتحدة وإسرائيل والغرب. وهناك جماعات مثل مجموعة من الأوزبك الذين كانوا جزءا من جماعة الجولاني فرفضوا الاستسلام لمطالب الجولاني ولكن قضى الجولاني عليهم بذريعة الانتماء إلى داعش لاسترضاء الولايات المتحدة وتلميع صورة الجولاني في المجتمع الدولي وما حدث في حي الحيدرية في حلب هو ينصب في هذه الخانة.
تقول قوات الأمن التابعة للجولاني إنها قتلت 3 مهاجرين واعتقلت 4 آخرين، لكنها تعتقل ونقلت السجين وهو يرتدي أقنعة ونظارات شمسية، ما يعني أن الجولاني يصنع سيناريوهات ويتلاعب بالمهاجرين ولا يريد الكشف عن هوية هؤلاء المهاجرين حتى يتمكن من القضاء على المهاجرين في الصمت كما جرى للمهاجرين في تنظيم حراس الدين لأن هذا المنزل يعرفه الجميع في أنحاء المنطقة بأنه موطن المسلحين الأوزبكيين من هيئة تحرير الشام، كما فاجأت مزاعم وجود داعش جميع السكان المحليين لأنهم قاتلوا داعش إلى جانب الجولاني لسنوات.
الكاتب: أبو عمر الأردني