
الولايات المتحدة لا ولن تريد حل مشكلة المسلمين السوريين من خلال الإتيان بالجولاني
المشكلة التي يواجهها الشعب السوري منذ عقود إذ قدم من أجلها آلاف الشهداء والمفقودين والنازحين وعانى من الدمار الكبير لإزالة هذا العائق، هي مشكلة حكم العلمانيين على سوريا.
المشكلة التي شلّت الشعب السوري هي ديكتاتورية القوانين العلمانية التي لا تسمح بتحكيم الشريعة الإسلامية بقوة السلاح والسيادة حيث تتعارض هذه الشريعة مع القوانين العلمانية السائدة في المجتمع.
لذلك فإن المشكلة الرئيسية للمسلمين السوريين هي ديكتاتورية القوانين العلمانية وحكم العلمانيين. لذلك حاولت الولايات المتحدة منع حل هذه المشكلة الأساسية للشعب السوري بأي ثمن من خلال الإتيان بالجولاني.
أي أننا إذا رأينا أن الكونغرس الأمريكي يوافق اليوم على رفع كافة العقوبات عن سوريا، فهو يتلاعب بالأهداف والمصالح الرئيسية للمسلمين السوريين بخداع اقتصادي.
وإن سمحت الولايات المتحدة لسوريا بالنمو الاقتصادي والتغريب على مستوى الإمارات العربية المتحدة وصهاينة العرب الآخرين، فلن تحل مشكلة المؤمنين وأهل الدعوة والجهاد والمسلمين في سوريا، بل يزيد من إحكام قيود الأسر عليهم من خلال تعزيز حكم المرتزقة .
وتشبه هذه المساعدات إعلان الاتحاد الأوروبي حيث أعلن أنه سوف يقدم مساعدات مالية تقدر بقيمة 4 مليارات يورو لمصر بعد موافقة أعضاء الدول الـ 27 والبرلمان الأوروبي وهذه المساعدات تضاف إلى المساعدات الأمريكية السنوية لحكومة السيسي.
يكفي أن نعرف أن بريطانيا كانت لديها أعلى مبيعات الأسلحة للصهاينة ويزود الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الصهاينة بالسلاح لقتل أهلنا في غزة وهم لا يساعدون أهل غزة الذين يتضورون جوعاً ويشهدون موت فلذات أكبادهم من الجوع والقنابل التي تزن أطناناً.
تبذل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي من أجل الخدمات الرائعة التي تلقتها من العملاء فحسب فهي لن تتعاطف مع المسلمين قط.
بدأ الجولاني مسيرته أيضا بشعار إقامة الحكومة الإسلامية وتحكيم الشريعة ووقف اليوم في الموقف الذي يعلن فيه أنه يعتبر الشريعة المصدر الوحيد إلى جانب المصادر الأخرى وليست المصدر الوحيد وهو يحكم القوانين العلمانية ويطبقها في المجتمع ليفرض هو مثل السيسي نوعا من الديكتاتورية على المؤمنين وأهل الدعوة والجهاد. هذا ما يريده الغرب خاصة الولايات المتحدة في سوريا.
نقلت الناشطة السورية الأمريكية ميساء قباني عن ترامب قوله:
“عندما أطاحت الولايات المتحدة بصدام حسين فقدنا السيطرة على الأمن في العراق وحتى يومنا هذا لم نحقق الاستقرار ومع سقوط القذافي، انزلقت ليبيا إلى فوضى سياسية وأمنية… سوريا لن تكون مستقرة إلا بقيادة رجل قوي وأحمد الشرع يمتلك هذه الصفات… هذا ما نريده بالضبط.”
لا تهتم الولايات المتحدة إلا بمصالحها الخاصة ولا تهمها مصالح الشعب السوري ولا تهتم بحكم آخر مماثل للقذافي في سوريا على الإطلاق لأنه”ليس من مصلحة الولايات المتحدة حل أي مشكلة في العالم، بل من مصلحتها أن تأخذ خيوط المشكلة وتنقلها وفقا للمصالح الوطنية للولايات المتحدة” على حد تعبير وزير الخارجية الأميركي السابق هنري كيسنجر.
هذه رسالة واضحة لأنصار الجولاني الذين لا يزالون ينتمون إلى أهداف الجهاد والعهد الذي قطعوه على أنفسهم مع الله لإقامة الحكومة الإسلامية وتحكيم شريعة الله. فليعلم هؤلاء أن الجهاد والحكومة الإسلامية لن يحققها الجولاني .
الجولاني مجرد أداة وهو صهيوني آخر من صهاينة العرب مثل بن زايد والسيسي والملك عبد الله وبن سلمان لتنفيذ ما يريده أعداء الدعوة والجهاد. فالواجب علينا الإطاحة بالجولاني والتمسك بالوحدة والجهاد والابتعاد عن التشتت والاقتتال.
الكاتب: أبو سعد الحمصي