
أيها الجولاني، هل يعرقل ترامب عملية السلام أم إنه يدعو إليه؟
نشرت صحيفة الغارديان افتتاحية وتقول فيها: إن نتنياهو وبوتين وترامب تحولوا إلى عقبة أمام عملية السلام. تشير هذا الصحيفة في الافتتاحية أيضا إلى العلاقة الخاصة التي تربط بوتين ونتنياهو اللذين يستخدمان الحرب والقتل كأداة للحفاظ على سلطتهما على الحكم.
كتبت هذا الصحيفة: أجرى نتنياهو وبوتين في بداية شهر مايو محادثة هاتفية ودية بمناسبة الذكرى الثمانين للانتصار على ألمانيا.
لديهم الكثير من القواسم المشتركة حيث يزعم كلاهما أنهما يقاتلان النازيين ببطولة في غزة وأوكرانيا
تستخدم هذه الرواية الملفقة لتبرير الإبادة الجماعية للمدنيين وزيادة الخسائر العسكرية والتكاليف الاقتصادية والائتمانية الهائلة.
لقد أغرق الاثنان نفسيهما في منفى العالم وأصيبا بالعزلة الأخلاقية. إنهما يستغلان المشاعر الوطنية لترهيب المعارضين ووصم المنتقدين الأجانب باعتبارهم معادين للسامية أو مؤيدين للإرهاب أو رهاب الروس.
إنهما يشنان الحرب لأن الحرب تصون سلطتهما ويخشيان السلام ويهربان من العدل الدولي حيث صدرت بحقهما مذكرات اعتقال لارتكابهما جرائم بشعة.
يرفض نتنياهو وشركاؤه حق الفلسطينيين في إقامة دولة مستقلة، كما يرفض بوتين حقيقة أوكرانيا كدولة مستقلة.
يعلن كلاهما عن حلمهما عن رؤى مسيحية وتوسعية لإقامة “إسرائيل الكبرى” وإعادة الإمبراطورية السوفيتية، لكنهما يتشبثان بفكرة عنصرية وقومية متطرفة.
لقد وسع نتنياهو بالفعل نطاق الحرب في غزة لتشمل لبنان واليمن وسوريا ويروج لوهمه عن مهاجمة إيران إذ يأمل في عرقلة المحادثات النووية بين واشنطن وطهران.
لا يريد أولئك الذين يدعون إلى السلام خاصة دونالد ترامب باعتباره الداعم الرئيسي لإسرائيل، سلاما دائماً.
الحرب المستمرة هي الخيار المفضل والحالة الافتراضية لنتنياهو وبوتين وترامب. إن توقفت الحرب، فإنهم يعرفون أنهم سيواجهون انتقاماً مدمراً. يعرف نتنياهو أنه سيواجه السجن بتهمة الفساد والرشوة إن تمّ إحلال السلام.
وإضافة إلى المواطنين الفلسطينيين، سوف تطالب المحكمة الجنائية الدولية بتسليم نتنياهو إذن يخشى هو إحلال السلام.
فإن الدعوات الدولية المتواصلة لإنهاء الحرب ومنع زيادة المساعدات العسكرية والاقتصادية الأمريكية لإسرائيل وممارسة الضغط الدبلوماسي على الحكومة الإسرائيلية والجهاد المسلح المتواصل للمؤمنين، هي السبيل للقضاء على هذا الشرير الرئيسي في عصرنا.
إن ثلاثية نتنياهو وبوتين وترامب وهذه اللعبة السياسية المتفائلة التي تعزز بعضها بعضاً، هي الآن العقبة الرئيسية أمام السلام على جميع الجبهات.
إذا أردنا انتهاء الحروب والحقبة الوحشية لنتنياهو والصهاينة، فيجب على الولايات المتحدة استخدام قوتها ونفوذها قدر الإمكان والتعاون الوثيق مع حلفائها ولكن العكس يحدث اليوم حيث تدعم الولايات المتحدة الجرائم الصهيونية في غزة، ليس فقط من حيث السلاح والتمويل، بل إن إسرائيل تتمتع بدعم سياسي ودبلوماسي أمريكي.
يحاول ترامب الذي لا يبالي بالفلسطينيين الجائعين في غزة، تبرير تجاوزات نتنياهو المخزية في وقت متأخر وإن تم التوصل إلى هدنة مؤقنة في غزة فسوف يسجل الرئيس الأمريكي فضلها لنفسه.
لكن المشكلة الأساسية لا تزال تقوم: لأن ترامب يساعد رئيساً للوزراء لا يرحم ويحرض مجموعة حاكمة وحشية تستخدم هجوم حماس لتعزيز الأجندات الشوفينية مثل المحافظين الجدد الأمريكيين بعد أحداث 11 سبتمبر للاستهزاء بالقانون الدولي حتى الوصول إلى التهديد بالإبادة الجماعية.
يشبه ترامب الطبيب المزور الذي يخطئ في العلاج ويزيد الطين بلة ولن يكون أبدا رسول سلام.
الكاتب: أبو عامر (خالد الحموي)