
من إدلب إلى القنيطرة: فتح أبواب بلاد الشام أمام الاستخبارات الصهيونية
بينما لايزال البعض في إدلب يعتقدون أنه من خلال الجلوس في الحكومات الانتقالية، وبلحى أنيقة وعبارات حديثة، يمكنهم تحقيق الاستقرار في إدارة البلاد، فإن الأخبار على الأرض تصرخ:
أن سلسلة من الهجمات بالطائرات بدون الطيار المجهولة (اقرأ: طائرات أمريكية أو إسرائيلية) في المناطق التي تسيطرعليها جماعة الجولاني في سرمدا إلى دانا تغتال أشخاصاً لا يرغب النيتو فيهم دون أي احتجاج من الحكومة أو حتى تحقيق مستقل.
في الوقت نفسه، دخلت قوات الجيش الصهيوني القنيطرة واعتقل ثلاثة أشخاص وتراجعت بسهولة.
وقصفت المنازل ليلاً في وادي اليرموك، دون أن تصدر مؤسسات الجولاني بياناً يدين بها.
من جهة أخرى، قال أحمد الشرع في مقابلة مع المجلة اليهودية:
“إسرائيل وسوريا لديهما أعداء مشتركون ويمكنهما التعاون في مجال الأمن الإقليمي”
وقد اتفق بالفعل مع الولايات المتحدة على أنه إذا لم يدخل المجاهدون الأجانب إلى الجيش الوطني السوري، فإنهم معرضون لخطر الانضمام إلى القاعدة.
عندما يتم دمج هذه النقاط معاً، تظهر صورة واحدة:
مشروع مشترك للقضاء على المجاهدين والسماح بالتواجد الاستخباراتي للعدو في بلاد الشام.
لا تتحالف هذه الحكومة مع اليهود فحسب، بل ترحب أيضا بوجود رئيس الشاباك في ضواحي دمشق.
هذه الحكومة لا تعتقل المجاهدين الفلسطينيين في إدلب فحسب، بل فتحت أبواب التعاون الاستخباراتي باسم صلح الحديبية.
عندما تصيب الطائرة الأمريكية بدون طيار أهدافاً محددة في وسط إدلب
عندما تقوم إسرائيل بدوريات في دمشق
عندما يريدون إعادة الاتفاقية المبرمة في عام 1974 مع إسرائيل
وعندما لا يدعمون المؤمنين فحسب ، بل يصفونهم بأنهم “تهديد أمني
ألا يعني هذ الأمر أن بلاد الشام أصبحت مختبراً استخباراتياً للعدو وأن الجولاني أصبح شريكاً استراتيجياً؟
ماذا تعني هذه الأحداث من الناحية الأيديولوجية؟
كل من يسمح لعدو الدين باستخدام الأراضي الإسلامية في العمليات الاستخباراتية
إنه ليس يحمي الأمن ولا يحمل الثقة الدينية.
إنه مجرد الجزء المحلي من المشروع الصهيوني الأمريكي الذي ينفذ خريطة النيتو باللغة العربية.
السؤال لهذا اليوم هو:
هل ما يجري في بلاد الشام هو إدارة مدنية بغطاء إسلامي؟
أم إننا نواجه حكومة حلف شمال الأطلسي الإقليمية التي تتمثل مهمتها في تطهير الميدان من كل المجاهدين واسترضاء العدو الصهيوني؟
لقد حان الوقت لأصحاب البصيرة لفصل الجبهة الأيديولوجية عن جبهة الاستخبارات
لأن بلاد الشام لم تعد تقاس بلون الأعلام، بل بطبيعة العهود وهوية العدو والصديق.
الکاتب: ابن تیمیه