
إسرائيل، مستنقع يضمّ المجانين المرضى
أدلى المتبقون بشهاداتهم في الكنيست عن الاعتداء الجنسي الواسع النطاق الذي يشمل الأطفال اليهود خلال الشعائر الدينية التلمودية اليهودية في إسرائيل.
كتبت صحيفة هآرتس الإسرائيلية أن هؤلاء الضحايا وصفوا الاعتداء الجنسي الممنهج الذي تعرضوا له عندما كانوا أطفالا في الاحتفالات الدينية وذكروا شبكة تعمل في الطوائف الدينية ودعوا إلى التحقيق.
عقد الكنيست الإسرائيلي في يونيو 2025 جلسات شارك فيها الناجون من العنف الجنسي ليستمع إلى روايات مروعة عن انتهاكات ممنهجة حدثت خلال الاحتفالات الدينية.
أثارت هذه التسريبات غضباً شعبياً واسع النطاق وأثارت تساؤلات حول الحاجة إلى إصلاح المؤسسات الدينية وزيادة مستوى حماية الأطفال من هذه الجرائم.
شهادة الضحايا: تفاصيل ممارسات الطقوس
كشف الناجون الذين أدلوا بشهادتهم أمام الكنيست عن وجود شبكة منظمة تستخدم الطقوس الدينية كغطاء لارتكاب أعمال الاعتداء الجنسي ضد الأطفال.
حدثت هذه الجرائم وفقاً لشهادتهم في مجتمعات دينية مغلقة، حيث أصبحت الطقوس المرتبطة بالممارسات الروحية أو الصوفية مجالاً للاستغلال المنهجي.
وصف الضحايا التفاصيل التالية حول الطقوس الدينية:
التلاعب بالمعتقدات الدينية: استخدم المعتدون سلطة القادة الدينية والنصوص المقدسة لتبرير أفعالهم حيث يقال للأطفال إن المشاركة في هذه الطقوس كانت جزءا من مسارهم الروحي أو أمراً ضرورياً لتزكية أرواحهم.
الطبيعة المنظمة للجريمة: زعم الشهود أن العنف لم يكن عفوياً، بل كان جزءا من نظام منسق يضم العديد من البالغين، بمن فيهم الزعماء الدينيون إذ شغل بعضهم مناصب رفيعة في المجتمعات التي سمحت لهم بالتهرب من المسؤولية.
استخدام العزل: طالما كان الأطفال الذين يتعرضون للإيذاء معزولين عن العالم الخارجي، ما يجعلهم عرضة للخطر ويجعل من الصعب طلب المساعدة. كانت الاحتفالات تقام في أماكن سرية مثل المنازل الخاصة أو المعابد المغلقة.
الضغوط النفسية: أفاد الضحايا بأنهم اضطروا على الصمت من خلال تهديدهم بنبذهم من المجتمع أو العقاب النفسي أو العنف الجسدي. شعر الأطفال في بعض الحالات بالذنب بادعاء أنهم تسببوا في العنف.
العناصر الرمزية للطقوس: أشار بعض الناجين إلى استخدام الشموع والصلوات والأدوات الدينية الأخرى أثناء العنف لخلق مظهر ذي أهمية روحية. زاد هذا من الصدمة النفسية حيث ربط الأطفال العنف بالممارسات الدينية.
ومن جهة أخرى، أعرب العديد من الضحايا عن دعمهم ودعوا إلى اتخاذ إجراءات فورية. ومن ناحية أخرى، رفض الزعماء الدينيون اليهود وأفراد المجتمع الاتهامات واصفين إياها بأنها محاولة لتشويه سمعة المؤسسات الدينية.
الاعتداء الجنسي في المجتمعات الدينية ليس بالأمر الجديد في إسرائيل ولكن حجم وتنظيم الشبكة التي وصفتها الناجون مذهلان.
وتزداد هذه المشكلة تعقيداً بسبب أن المجتمعات الدينية تتمتع بقدر كبير من الاستقلال الذاتي وأن السلطات لا تتدخل في شؤونها. بالإضافة إلى ذلك، فإن المحرمات الدينية اليهودية ضد مناقشة الاعتداء الجنسي في مثل هذه المجتمعات تخلق حواجز إضافية أمام الضحايا الذين يرغبون في التحدث عن ذلك.
الكاتب: عز الدين القسام (حمد الدين الإدلبي)