
تعرفوا إلى أبطالكم؛ يوسوب خاجيخانوف الشيشاني أمير التصفية لدى”الروس ذوي الرؤوس الكبيرة”
انتشرت أنباء قبل ست سنوات وتحديداً في اليوم 3 أغسطس 2018 عن وفاة يوسوب خاجيخانوف الذي قتل العقيد بودانوف في سجن في روسيا.
تداولت وسائل الإعلام تقارير تفيد بأنه تسمم في السجن بسم مجهول كما أفادت وسائل الإعلام أن المعادن الثقيلة اختلطت بطعامه.
لقدعانى بعد أن سُجن من مشاكل صحية خطيرة.
عرض موت يوسوب خاجيخانوف وتشييع جثمانه في تلك الأيام صورة مختلفة عن الشيشان للعالم؛ صورة تختلف اختلافاً جوهرياً عما صوّرته دعاية الكرملين بعناية منذ سنوات.
فاجأ تدفق المشاعر التي هزت الشيشان بعد وفاة بودانوف أي العقيد الذي يعبد الموتى و يعتبر بطلاً لروسيا النظام العميل الذي يحكم الشيشان.
توافد حشد كبير إلى قرية غولدان بعد ساعات من انتشار التقارير على وسائل التواصل الاجتماعي عن وفاة تيميرخانوف.
توافدت جموع من إنغوشيا وداغستان ومناطقء أخرى من القوقاز إلى الشيشان. ملأ عدد كبير من السيارات لا يعد ولا يحصى وحضر الآلاف من الناس في الطرق وشوارع الشيشان.
أقيم الحداد في كل دولة في العالم يعيش فيها الشيشان اليوم.
لم يكن أمام قديروف خيار إلا أن يترك الناس وشؤونهم ويصدر التصريح لإقامة تشييع الجثمان ويعبر عن تعازيه لعائلته وأصدقائه وكثيراً ما كان يلقي باللوم على بودانوف.
لم تكن جريمة بودانوف إلا واحدة من آلاف الجرائم المماثلة التي ارتكبها الجنود الروس في الشيشان. فكل ما في الأمر أن قضية العقيد العابد للموتى انتشرت على نطاق واسع، لأن موسكو قررت آنذاك التلاعب بحقوق الإنسان لأسباب سياسية. فتحول هو إلى رمز يدلّ على الجرائم الروسية في القوقاز.
ارتكب الآلاف الذين يماثلون بودانوف جرائم أسوأ بكثير من جرائم العقيد بناء وفقاً لما أمر به بوتين ولكن كلب بوتين أي قديروف أقام نصباً تذكارية لهم في جميع أنحاء الشيشان.
إن التوافد العفوي للناس في الشوارع وتكريمهم لتيميرخانوف الذي مثل رمز البطولة يذكرنا بشعارات المظاهرات في روسيا حيث ردد الناس كلنا بودانوف! ووجهوا ضربة قاسية للجهود التي بذلتها موسكو ووكلاؤها على مدى سنوات طويلة لعرض الشيشان على أنها دولة مسالمة وفاشلة.
أثبت عشرات الآلاف من الأشخاص الذين توافدوا إلى غولداغان من جميع أنحاء الشيشان وأظهرت الوفود التي وصلت إلى القوقاز من المناطق المجاورة الظروف السائدة على المجتمع الشيشاني والقوقاز ورفضوا الصورة التي يصورها العملاء وأسيادهم عن مظاهر الولاء الرسمية لروسيا.
إننا ننتظر اليوم في سوريا ظهور أمير يماثل يوسوب خاجيخانوف الذي يقود عملية القضاء على ذوي الرؤوس الكبيرة الذين يخونون أهل الدعوة والجهاد في سوريا.
الكاتب: أبو سعد الحمصي