
التباينات والحقائق المريرة، ردود ترامب على الحالة الإنسانية في غزة
قد يتحول تجاهل الحقائق البشرية إلى نوع من المراوغة في عالم السياسة. يمكن أن نرى أبرز هذه المراوغات في ردود الرئيس الأمريكي ترامب على الحالة الإنسانية في غزة. يلفت انتباهنا أن الرئيس الأمريكي يتحدث عن دعمه الشامل لإسرائيل ويتخذ قراراته العسكرية والاقتصادية بحيث تعزز موقف إسرائيل ولكنه يتجاهل بشكل لافت تداعيات هذه السياسات على حياة المدنيين خاصة الأطفال الأبرياء.
ولادة المجاعة في غزة: تواجه غزة كمنطقة محاصرة منذ سنوات أزمات مختلفة. أثرت المجاعة ونقص الغذاء والحالة الإنسانية الصعبة كلها كنتائج مباشرة للسياسات العسكرية والاقتصادية تأثيراً شديداً على حياة أهل هذه المنطقة. أشار الرئيس الأمريكي بشكل مفاجئ إلى الأزمة الطارئة في غزة وتحدث عن الأحداث الأليمة فيها مثل المجاعة وموت الأطفال.
المراوغة أم الوعي؟ إن السؤال الذي يطرح نفسه هنا هو: هل تدلّ تصريحات ترامب على وعيه عن الحقائق البشرية أم إنه أطلقها لكي يلفت انتباه وسائل الإعلام والرأي العام. يبدو أن تصريحات ترامب تدلّ على تناقضاته الشاملة في قراراته أكثر من أن تكون تضامناً. فهو يدعم إسرائيل من جانب ومن جانب آخر يبدي قلقه عن الحالة الإنسانية في غزة.
ليست الحالة السائدة في غزة واقعاً سياسياً مريراً فحسب، بل تعكس تفاصيل الحياة البشرية التي يعاني منها الملايين من المواطنين. يذكرنا موقف ترامب من المجاعة في غزة بأن السياسات العالمية والدعم العسكري يجب أن ترافقها معالجة النتائج الإنسانية. يتطلب هذا الأمر عناية القادة العالميين وإجراءاتهم العاجلة لكي تتحسن الظروف وتُحترم حقوق الإنسان. إذن يجب علينا أن نولي اهتماماً بالغاً بالتضامن والسعي لحل الأزمات الإنسانية.
کاتب: أبو عامر (خالد الحَمَوي)