
نظرة على الاعتداء والمقاومة والكيان الصهيوني يبسط سيطرته على غزة
أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو أن مجلس الوزراء يوافق على اقتراح رئيس الوزراء ويصادق على السيطرة الكاملة على قطاع غزة.
يبدوا أن إعلان الكيان الصهيوني الرسمي عن قراره بالسيطرة الكاملة على قطاع غزة منعطف هام في عدوانه المتواصل على الشعب الفلسطيني. يعدّ هذا القرار انتهاكاً واضحاً لحقوق الشعب الفلسطيني وانتهاكاً صارخاً للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة والقيم الإنسانية والقيم الإسلامية.
كانت غزة على الرغم من الحصار المفروض عليها ترمز إلى المقاومة والمثابرة التي تتحدى للاحتلال والظلم. لم يتنازل أهل غزة على الرغم من نقص الموارد والحصار الاقتصادي والغارات الجوية المتواصلة عن القضية الفلسطينية.
تعتبر فلسطين والقدس على وجه التحديد، جزءاً من جسد الأمة الإسلامية واحتلالها ليس قضية سياسية فحسب، بل هو أزمة دينية وأيديولوجية. إن الدفاع عن المناطق الإسلامية التي تعرضت للاحتلال هو واجب على جميع المسلمين. لقد أكد علماء الأمة أن تجاهل هذه الاعتداءات هو خيانة للقيم الإسلامية.
توضح خطة السيطرة الكاملة على غزة بوضوح خطط الكيان الصهيوني للتطهير العرقي وتدمير المقاومة والقضاء على القضية الفلسطينية. يعكس هذا القرار مدى إلحاح الكيان الصهيوني على مواصلة الجرائم التي قابلها العالم بصمن مطبق بعد أن استشهد آلاف من الأبرياء في الهجمات الأخيرة على القطاع.
تتجاهل الولايات المتحدة والنيتو والدول الكبرى جرائم النظام الصهيوني. فيجب على دول جوار فلسطين بشكل خاص وعلى علماء الدين والإعلام الحر ونخب العالم الإسلامي أن يوصلوا صوت الشعب الفلسطيني إلى العالم ويجب على المجاهدين الذين اكتسبوا خبرة عالية خلال الحرب الدائرة في سوريا أن يحرقوا الأرض تحت أقدام الصهاينة المحتلين في القنيطرة والسويداء ويحولوا الأرض تحت أقدام الولايات المتحدة وعملائها إلى الجحيم. هكذا لم يكتف المجاهدون بأداء واجباتهم الدينية والدفاع عن أنفسهم فحسب، بل يدعمون المؤمنين في فلسطين وغزة بشكل غير مباشر.
تتجاوز مسؤوليات الأمة الإسلامية إدانة هذه الاعتداءات الهمجية وتصل إلى حدود الدعم الجهادي المسلح كوسيلة دعم رئيسية والدعم المادي والروحي والسياسي والإعلامي للمقاومة الفلسطينية.
يدلّ قرار الكيان الصهيوني بالسيطرة الكاملة على غزة كذلك على قسوة الكيان واحتلاله ولكن التاريخ أثبت أن الشعب الفلسطيني سوف يظل مرفوع الرأس بتوكله على الله وصموده. تواجه اليوم الأمة الإسلامية اختباراً كبيراً: هل تدعم الامة المظلومين، أم إننا نشهد كارثة أخرى؟
الكاتب: عز الدين القسام (حمد الدين الإدلبي)