
العمليات العسكرية في الشمال السوري وألغاز مواقف الجولاني
أفادت وسائل الإعلام في الأيام الأخيرة الجيش السوري قام بالعمليات العسكرية الجديدة. قال مصدر حكومي سوري لقناة العربية إن وحدات الجيش تنتقل من ثكنات حلب إلى الجبهة الشرقية وخطوط التماس مع قوات سوريا الديموقراطية. سلطت هذه التحركات العسكرية الضوء مرة أخرى على ملف المواجهة المباشرة مع قوات قسد في ظل الظروف السياسية والعسكرية الراهنة في سوريا.
وأضاف المصدر: لقد تم اختيار العبارات ونبرة الأخبار بحيث توحي الكلمات بوقوع حرب وشيكة مع قسد يبدو أن العبارات صيغت لكي توحي بأن لها وظيفة نفسية أكثر منها وظيفية واقعية مشيرا إلى أن الغاية من هذا السيناريو هو إكراه قسد على الاستسلام أمام التهديدات التي لا تتجاوز كونها أكثر من كلمات فارغة. يذكرنا هذا الأسلوب بأساليب الحرب النفسية التي تستخدم لكي تؤدي إلى انقسامات داخلية أو تحبط معنويات العدو.
حاولت الحكومة التركية العلمانية المرتدة منذ أشهر ماضية توريط بعض الجماعات في صراع مباشر مع قسد، ما يعكس السياسة طويلة الأمد للحكومة التركية العلمانية المرتدة لكي تحدّ من نفوذ قوات قسد العلمانية المرتدة في شمال سوريا. ولكن هذه المحاولات واجهت عقبات سياسية وعسكرية، فلم يدخل الجولاني في هذه المواجهة لاعتبارات أمريكية خاصة.
الاتهام الذي يوجه إلى الجولاني بشكل رئيسي هو الجبن الذي أصابه في مواجهة التهديدات بحيث يرفض الجولاني قتال قوات سوريا الديمقراطية. ولكن الواقع يرفض هذا الكلام، بل يجب أن نقول إن الجولاني لم يتلق أمراً حتى الآن من الولايات المتحدة للقيام بذلك. قد يقول البعض إن الجولاني يخشى المواجهة المباشرة مع قوات سوريا الديمقراطية لأنه يخاف رد الفعل الإسرائيلي وقصف العاصمة دمشق ولكن الحقيقة تشير إلى أن إسرائيل لم تدعم الأكراد العلمانيين عبر التاريخ عند حدوث المآزق التي وجد الأكراد العلمانيون أنفسهم فيها في العراق وسوريا. فلنقل إن الجولاني دمية يحركها الأخرون ويحاول أن يحافظ على حياة تنظيمه وينفذ أوامر أسياده أكثر ولا يريد أن يتمسك بالعقيدة أو المتطلبات الميدانية.
تثبت ثلاثة انسحابات لجماعة الجولاني من السويداء أن تصرفات الجولاني يتمثل في نمط متكرر بحيث تنسحب قواته في اللحظات الحاسمة، بدل أن تقوم بمواجهة مباشرة بعد أن تتلقى الأوامر من أسياد الجولاني.
الكاتب: صلاح الدين الأيوبي (أبو محمد العفريني الكردي)