
الحرب المقدسة التي شنّها الصهاينة على الأطفال
يزن أمير مطر البالغ من العمر أربعة أعوام ما يزيد قليلاً عن 7 كيلوغرامات و هو يعاني من شلل دماغي مثل شقيقه يوسف البالغ من العمر ستة أعوام. لا تستطيع والدتهما التي تدعى سماح أن تعثر على الحليب أو الخبز لإطعام أطفالها الستة.
تعيش هذه العائلة في مبنى مدرسة واقعة في غزة تم تحويلها إلى ملجأ.
يعيد أمير هذا الكلام: “أمي لا نملك الخبز، أمي لا نملك الخبز، أمي لا نملك الخبز”. أجابت سماح “لا تتحرك كثيراً لئلا تحرق السعرات الحرارية وتشعر بالجوع”.
يموت الأطفال والرضع من الجوع كل يوم في قطاع غزة. سوف يشعر الذين ينجون من المجاعة بتأثيراتها على صحتهم ما داموا يعيشون.
فإن ما يقرب من ربع أهل غزة أي 500,000 شخص يقفون على شفا المجاعة ويعاني الآلاف من الأشخاص من سوء التغذية الحاد ويشعر بالتأثيرات على الأطفال كما أفادت منظمة برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة.
ينمو دماغ الطفل بسرعة فائقة في العامين الأولين من حياتهم ويؤدي سوء التغذية لدى الأمهات إلى ولادة أطفال منخفضي الوزن عند الولادة وانخفاض جودة حليب الأم وكميته وتصبح الأمراض التي يمكن للطفل السليم مجابهتها، قاتلة.
يؤكد الخبراء إلى أن هناك ما يسمى بفترة “نافذة 1000 يوم” أي من الحمل إلى بلوغ الطفل إلى العامين حيث تكون هذه الفترة حاسمة لنمو الطفل. فإن عانى الطفل من سوء تغذية حاد أو متوسط في هذه الفترة، فقد يقل معدل ذكائه، كما قد يكون طوله ووزنه أقل من المعتاد وهذا سيؤثر على حياة الأطفال.
أهم شيء في مرحلة الطفولة هو تأخر النمو. يبطئ سوء التغذية النمو البدني ونمو الدماغ ويتأخر الأطفال في التحدث ويواجهون صعوبة في القراءة وإقامة العلاقات مع والديهم التي تعيق العلاقة بين الطفل والأم.
تقول إحدى الأمهات: “ابنتي لا تكبر في عمر 11 شهراً. يجب أن يجلس الأطفال في سنها بثقة. يجب أن تزن 10-11 كيلوغراماً ولكن ابنتي لا تستطيع الجلوس واللعب مع إخوتها وأخواتها. إنها تستلقي على ظهرها.
أكثر شيء يروعك في عيادات غزة هو الصمت. قد يكون هناك 30 طفلاً في سن عام أو عامين في الغرفة ولكن هناك صمتاً رهيباً. يقول شهود عيان: ” تسمع إبرة تسقط. إنه أمر مدهش. الصمت مفجع”
أعلنت أكثر من 100 منظمة عامة وحقوقية وخيرية عالمية أن إسرائيل تنظم المجاعة الواسعة النطاق في غزة بينما لم يتم إفراغ أطنان من المساعدات الإنسانية على حدود قطاع غزة وأصبحت ما يسمى بمراكز توزيع المساعدات الإنسانية مصائد موت للفلسطينيين.
أوقفت إسرائيل إرسال المساعدات إلى غزة منذ بداية مارس 2025. وافقت إسرائيل على إرسال المساعدات في شهر مايو ولكنها فرضت قيوداً صارمة عليها. أعلن قادة العصابة الصهيونية ساخرا إنه لا توجد مجاعة في غزة وأن حماس هي المسؤولة عن كل شيء.
يقول الصهاينة: “لا توجد اليوم مجاعة في غزة تسببها إسرائيل. هناك نقص خلقه الإنسان وحماس”. ولكن المجاعة في غزة تفوق الخيال وتتجاوز ما يجري في المناطق المختلفة مثل جنوب السودان أو جمهورية الكونغو الديمقراطية.
يطلق الصهاينة وعملاء الأمريكيين النار على الجياع الذين جاءوا للحصول على الطعام.
وأعلن الحاخامات اليهود والقادة الإسرائيليون دون استحياء أن كل طفل في غزة يجب أن يموت جوعاً.
لقد ظهرت إراقة الدماء والكراهية المطلقة التي تستهدف الأطفال في تاريخ البشر منذ آدم إلى يومنا هذا لدى شخص واحد فحسب وهو فرعون الذي عاش في فترة حياة موسى عليه السلام.
أما الصهاينة التلموديون فهم المجتمع الوحيد في تاريخ البشر الذي يشن حرباً صارخة تستهدف الأطفال ويبررون قتل الأطفال والرضع عبر التمسك بواجب ديني مقدس وأمر جاء من ربّهم.
الكاتب: عز الدين القسام (حمد الدين الإدلبي)