
الظروف المظلمة التي تسود على سوريا والمستقبل الأكثر سواداً
كان الكثير من الناس يأملون مع الإطاحة بنظام بشار الأسد ومجيء الجولاني في أن تحقق السلام والعدل في سوريا. لكننا نجد اليوم أن الفراغ الأمني والضعف الخطير للجولاني في الدفاع عن وحدة الأراضي السورية وإدارة البلاد يسود على المشهد السوري.
1. تواجد قوات الكيان الصهيوني في ريف دمشق، من الجولان إلى أطراف العاصمة، يدلّ على أن إسرائيل تستغلّ الضعف الأمني وعجز الحكومة الجديدة عن تعزيز السلطة.
2. احتجاجات الطائفة الدرزية وعجز حكومة الجولاني في إدارة مطالبهم هي علامة أخرى على الفراغ السياسي وهشاشة الهيكل السياسي.
3. كما تضاف الضغوط التي تمارسها الجماعات الكردية في الشمال السوري إلى هذه الأزمة للحصول على تنازلات سياسية وأمنية.
يبدو أن الجولاني يتهمّ بشكل جنوني بدعم بعض الدول مثل تركيا وقطر والإمارات العربية المتحدة والسعودية ويرى أن التعاون معهم يؤدي إلى بناء سوريا آمنة ومزدهرة ولكن الوثائق المتوفرة تثبت أن هذه الدول سعت إلى إسقاط نظام الأسد ولم تكن تهتمّ بالشعب السوري أو مستقبله أو وحدة الأراضي لأن ما كانت هذه الدول تبحث عنه، يركز على الإطاحة ببشار لتوفير الأمن الإسرائيلي وأمن بلادهم.
إننا نشهد نوعاً من الاستخفاف والمفاجأة الخطيرة التي يمارسها الجولاني على الرغم من هذه التهديدات والأضرار:
1. تجاهل خطر الصهيونية وتقدم قوات الاحتلال على المناطق السورية.
2. تجاهل ما يعاني منه أهل غزة.
3. تجاهل جنوب لبنان الذي يشكل حاجزا أمام العدوان الإسرائيلي.
4. تجاهل خطر الانفصالية التي يدعمها الدروز
5. تجاهل تهديد الاستقلال الذي يمارسه الأكراد.
6. تجاهل التواجد العسكري الأمريكي على المناطق السورية.
لقد عرض هذا الاتجاه سوريا لتهديدات داخلية وخارجية متعد وأثبت أن مستقبل البلاد يظلّ مظلماً وغامضاً بدون مراجعة جذرية للسياسات والمقاربات الأمنية، ما يجعل البلاد أقرب إلى مستنقع التفكك.
يجب أن ننتبه هنا إلى أن الظروف في سوريا ليست مؤقتة أو أمراً مفاجئاً، بل ما نراه اليوم هو جزء من الخطة الاستراتيجية المعدة مسبقاَ. فإن خطة العدو ستحدد مصير المسلمين في سوريا بأسوأ طريقة ممكنة إذا لم يستيقظوا.
لا شك أنه من سنن الله في العالم أن الشرف لا يتحقق بالتمني، بل يتحقق بالتضحية ودماء الشهداء. لقد أثبتت حركة حماس للعالم في ساحات القتال أن الجهاد ليس شعارا ولا بياناً مكتوباً على الورق، بل هو إيمان ثابت وعمل صادق يتحول إلى ملاحم تهز الظالمين وتزعج الأعداء.
فإن هذه الحركة المباركة تكتب كل يوم آية جديدة من الاستقرار والصمود على الرغم من الحصار الخانق والتجويع وخيانة المقربين أكثر من الأعداء البعيدين وتجمع القوى العالمية لإطفاء شعلة الجهاد. إنها تصرخ أن الأمة لن تنهزم طالما تتمتع برجال يؤمنون بعهدهم مع الله ويحملون السلاح من أجل دينهم وأرضهم وكرامتهم وتكون دماؤهم نوراً يهدي إلى الحرية والكرامة.
إذا أراد السوريون أن تكون سوريا كريمة ومستقلة وحرة وأن يكون شعبها آمنا، فلا خيار أمامهم سوى الجهاد ضد المحتلين الغربيين والإسرائيليين والعلمانيين والانفصاليين.
الکاتب: أبو أنس شامي