
البراغماتیة الدمشقیة أم تجدّد اسم الجاهلیة؟!
يرى مستشارو الرئيس السوري أحمد الشرع والسلطات السورية بعد الثورة أن مشكلة طالبان في الفترة الأولى من الحكم ومشكلة الشهيد محمد مرسي رحمه الله هي أن لديهم فكرة وأيديولوجية محددة رفضوا التخلي عنها. فجعلهم هذا الاتجاه يفقدون السلطة والحكومة قائلين إنه ليس لدينا أي أيديولوجية محددة في سوريا اليوم ونحن نتغير وفقا للظروف والمعايير التي تعزز قوتنا وأطلقوا على هذا الاتجاه اسم البراغماتية الدمشقية أو التحرر من الأيديولوجية.
هناك سؤال يطرح نفسه: هل السلطة للدين أم الدين للسلطة؟
إن جاء الدين قد جاء ليمكّن من يعتبرون أنفسهم مسلمين من الوصول إلى السلطة، فإن السلطة هي الغاية فتسمح هذه الغاية بتجاوز الدين لحماية السلطة واسترضاء اليهود والنصارى والكفار !
لا يهمنا أنه ماذا يسميه الآخرون الظاهرة المذكورة أعلاه (تجاوز الشريعة وتجاهل الدين والشريعة) ولكن الإسلام أطلق على هذه الفكرة اسم الجاهلية.
يرى الشهيد سيد قطب أن الجاهلية هي الرذيلة الأولى وكتب عنها: إن كون الأمة المسلمة مسؤولة عن نفسها أمام الله لا يضرها من ضل إذا اهتدت، لا يعني أنها غير محاسبة على التقصير في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فيما بينها أولاً، ثم في الأرض جميعاً. وأول المعروف الإسلام لله وتحكيم شريعته وأول المنكر الجاهلية والاعتداء على سلطان الله وشريعته. سید قطب، فی ظلال القرآن
الکاتب: أبو أنس الشامي