
مقتل تشارلي كيرك والخلافات تفتك بالولايات المتحدة التي تحمل رسالة سلام للجولاني وأتباعه
هز مقتل الناشط المحافظ البارز والمؤيد لإسرائيل وترامب ومؤسس Turning Point USA تشارلي كيرك الولايات المتحدة إذ قتل كيرك بالرصاص الذي أطلقه مسلح أثناء إلقائه محاضرة في جامعة (UVU) في أوريم يوتا. تمثل جريمة القتل أحدث مثال يشير إلى تفاقم التوترات السياسية في الولايات المتحدة.
يمكن أن يكون مقتل كيرك منعطفاً هاماً قد يؤجج التحزبات وخطر اندلاع العنف في أمريكا عندما تتصاعد تصاعد النزاعات ويدور الحديث عن احتمال نشوب حرب أهلية منخفضة الحدة تحدث عنها العديد من الناشطين.
شروط القتل
أصيب زعيم الحركة المحافظة تشارلي كيرك البالغ من العمر 31 عاماً برصاصة في رقبته وتوفي عند الساعة 12:10 ظهراً إذ أطلقت الرصاصة من مسافة تقرب 180 متراً من وسط اللوزي في حرم جامعة يوتا. كان كيرك هو الضحية الوحيدة للحادث ونقله على الفور إلى المستشفى ولكنه مات إثر جروحه كما أفادت الجامعة.
تداول وسائل الإعلام مقاطع فيديو للمشهد على منصات التواصل الاجتماعي سجلت لحظة إطلاق الطلقة النارية إذ كان كيرك يجيب على سؤال عن إطلاق النار الجماعي عندما دوت الطلقة النارية، ما أرعب ما يقرب من 3,000 شخص تواجدوا في مكان الحادث فيهم زوجته إيريكا فرانزو وطفليهما.
تشارلي كيرك: رمز لما يسمى بالحركة المحافظة ولكنه صهيوني متحمس يدعم الإبادة الجماعية في غزة
كان تشارلي كيرك أحد أكثر الشخصيات نفوذاً في الحركة المحافظة الأمريكية. بصفته مؤسس Turning Point USA وروج للقيم اليمينية بين الشباب وتحدث دعماً لدونالد ترامب وإسرائيل وبرر قتل الأطفال والإبادة الجماعية في غزة.
يأتي مقتل كيرك وسط انقسامات عميقة في المجتمع الأمريكي حيث أظهر استطلاعات الرأي أن 80 في المائة من الأمريكيين يرون أن البلاد تعاني بشدة من بعض المواقف عن القضايا السياسية والعرقية والاقتصادية.
بدأ العنف السياسي يتزايد في الولايات المتحدة ويأتي حادث مقتل كيرك بعد سلسلة من الحوادث البارزة: الهجوم على بول بيلوسي في عام 2022 ومحاولة اغتيال دونالد ترامب في عام 2024 ومقتل الرئيس التنفيذي لشركة يونايتد هيلث بريان طومسون في ديسمبر 2024 وإشعال النار في مقر إقامة حاكم ولاية بنسلفانيا في أبريل 2025 وإطلاق النار على اثنين من المشرعين في مينيسوتا في شهر يونيو.
تثبت هذه الأحداث أن العنف لا يقتصر على أيديولوجية، بل يدلّ على تطرف المجتمع وأن الخطاب عن حرب أهلية منخفضة الحدة ينمو في الولايات المتحدة. يرى علماء السياسة أن الصراعات والاحتجاجات تحولت إلى تهديد حقيقي بينما يكون الصارع الواسع النطاق الذي يماثل الحرب الأهلية 1861-1865 أمراً غير مرجح إذ قدروا احتمال نشوبها بنحو 5 إلى 10 في المائة.
أظهر الهجوم على مبنى الكابيتول في 6 يناير 2021 استعداد الجماعات المتطرفة لممارسة العنف ويمكن أن يصبح اغتيال كيرك عاملا في تصعيد هذه الصراعات.
تكشف منشورات وسائل التواصل الاجتماعي بعد اغتيال كيرك عن صدع عميق: رثاه البعض كبطل وتكهن البعض الآخر بدافع القتل ويربطه بخطابه.
كان رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو من بين الأوائل الذين أدانوا عملية القتل، واصفاً كيرك بأنه بطل دافع عن إسرائيل ووصف الرئيس الأمريكي ترامب كيرك بأنه شهيد.
إن اغتيال تشارلي كيرك هو حدث يسلط الضوء على هشاشة المجتمع الأمريكي. تحول كيرك كرمز للحركة المحافظة إلى هدف عندما تتعمق فيه الانقسامات وأصبح العنف السياسي يذيع.
قد يؤدي هذا الحادث إلى تحزبات داخل المجتمع الأمريكي ويزيد المخاوف من تصعيد الصراع إذ تواجه الولايات المتحدة خطر العنف المتزايد وتنذر المواجهة المدنية منخفضة الحدة بالتحول إلى حرب أهلية حقيقية للغاية.
الكاتب: أبو عامر (خالد الحموي)