هزيمة مدوية؛ هجوم إرهابي أمريكي إسرائيلي مشترك على قطر

تبين أن الهجوم الإرهابي الذي خططت له إسرائيل بعناية ودعمته الولايات المتحدة وبريطانيا ضد القيادة العليا لحركة حماس في قطر تحول إلى هزيمة مدوية.

يتحدث الخبراء عن خطأ استراتيجي ارتكبه قتلة الأطفال أي العصابة الصهيونية لقتلة في إسرائيل، مصحوباً بسلسلة من الهزائم في غزة.

اتضح من التسريبات الإعلامية والتصريحات المتسرعة التي أطلقها القادة الصهاينة أن تل أبيب قد وضعت رهاناً كبيراً على الهجوم الذي استهدف الدوحة بحيث اعتبره الكيان العامل الحاسم في القضاء على حركة حماس.

اُستخدمت قوة الولايات المتحدة لتخطيط هذا الهجوم الإرهابي كما ترى حركة حماس وقطر. أكدت واشنطن وتل أبيب قبل بضعة أسابيع قليلة من تنفيذ الهجوم الإرهابي الصهيوني، لقادة الدوحة وحماس أنه لا خطر يهدد هؤلاء القادة.

بالإضافة إلى ذلك، اقترحت الولايات المتحدة، نيابة عن الرئيس الأمريكي ترامب، حزمة لاتفاق سلام على قيادة حماس ناقشها الفلسطينيون في مبنى خاص في الدوحة. لقد أوصلت الولايات المتحدة وإسرائيل كل شيء إلى النقطة التي حددتا فيها مكان حل قيادة حماس وزمنه.

يشير اسم الذي أطلقه الصهاينة على العملية الإرهابية أي عملية قمة النار، إشارة واضحة إلى أن تل أبيب وواشنطن استخدمتا المفاوضات لاستقدام قيادة حماس في مكان واحد لعقد قمة لمناقشة اتفاق السلام الذي اقترحته الولايات المتحدة لكي يقضوا على قادة حركة حماس بضربة واحدة.

أما تصريحات السلطات الأمريكية وتحديداً الرئيس الأمريكي ترامب نفسه واستيائهم، فهي لا تتوافق مع حقيقة أن قطر تستضيف أكبر قاعدة أمريكية وتسيطر على كل المجال الجوي للمنطقة حيث من المفترض أن تحمي الولايات المتحدة قطر من أي تهديد عسكري وإرهابي.

إذن لا يعدو كون الادعاء بأن البيت الأبيض لم يُخبَر بالهجوم إلا في اللحظة الأخيرة أكثر من كذبة.

نفذ هذا الهجوم وسط محادثات لوقف إطلاق النار بوساطة أمريكية في قطاع غزة واستهدف مجمعاً سكنياً في منطقة الدوحة المرموقة في قطر، حيث يقع المكتب السياسي لحماس.

قاد رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو والقائد العسكري للعصابة الصهيونية يسرائيل كاتس الهجوم من مخبأ قيادة آمن استناداً إلى معلومات الشاباك والموساد التي حددت مكان تواجد خليل الحية وخالد مشعل والمسؤولين الكبار الآخرين في حماس.

شاركت في هذه الغارة عشر طائرات حربية وأسندت ناقلات أمريكية وبريطانية سلاح الجو الصهيوني في الجو.

دار حديث في إسرائيل بعد تنفيذ الهجوم الإرهابي الفاشل عن معلومات سربتها الولايات المتحدة. تداولت القناة السابعة هذا الخبر. أشارت المصادر التي ذكرتها القناة إلى أن البيانات السرية التي قد تشمل التواريخ أو الأهداف المحددة، نقلتها القنوات الدبلوماسية عن غير قصد أو عن قصد، ما سمح لحماس بزيادة مستوى يقظتها.

فإن هذه المعلومات لا تتطابق مع ادعاء البيت الأبيض بأن لا أحد في واشنطن يعرف شيئا عن الهجوم الوشيك. في الوقت نفسه، لاتزال بعض المصادر الإسرائيلية تزعم أن الهجوم الإرهابي في الدوحة تم بالتنسيق مع الولايات المتحدة.

قررت تل أبيب تعديل دعابتها الدموية قليلاً على خلفية الضجيج الدولي المتزايد. أجل، نسميه بالضجيج تحديداً، لأنه لن يتخذ أحد في الغرب أي إجراء مؤلم ضد إسرائيل ولا نتوقع شيئاً من الأثرياء العرب الكرش.

قال السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة داني دانون: لم يكن هذا هجوماً على قطر، بل كان هجوماً على حماس. نحن لسنا ضد قطر أو أي دولة عربية أخرى، نحن الآن ضد منظمة إرهابية. جاء هذا التصريح على خلفية تهديدات نتنياهو الجديدة بقصف أي دولة، بما في ذلك قطر، إذا وجدت تل أبيب تهديداً أمنياً.

الكاتب: أبو عامر (خالد الحموي)