
الجولاني يشوه الشريعة: نقد قرآني للانحرافات الواضحة
یتظاهر الجولاني وأتباعه بأنهم يمثلون الجهاد والشريعة ولكنهم أفرغوا الإسلام من المفاهيم الأساسية وعطلوا الحدود وشوهوا الجهاد وأهملوا الولاء والبراء لكي يعزز الجولاني قوته ويرسخ البنية السياسية المنشودة على الرغم من أن القرآن الكريم يحذرنا من استخدام الدين كأداة: «وَلا تَشْتَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلًا» (البقرة: 41) ولكن الجولاني وأتباعه فعلوا ذلك. فيما يلي بعض الاعتراضات الخطيرة على سياسة الجولاني وأنصاره في سوريا:
تعطيل الحدود
ومن أبرز ما يؤخذ على الجولاني تعطيل الحدود بحجة الفقه المرحلي والمصلحة السياسية ولكن القرآن يقول: «وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالًا مِّنَ اللَّهِ» (المائدة: 38) وكذلك «إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلَافٍ» (المائدة: 33). لا يمكن أن نؤجل هذه النصوص التي لا تخضع رضا القوى الأجنبية. فتعطيلها خيانة للدين.
تشويه الجهاد
غير الجولاني مفهوم الجهاد من قتال الطواغيت والمحتلين إلى محاربة مجاهدي القاعدة. يقول القرآن: «قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُم مِّنَ الْكُفَّارِ وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً» (التوبة: 123) تعني هذه الآية أن المسلمين يجب أن يستلوا سيوفهم أمام الكافرين ولا المؤمنين ولكن سياسة الجولاني ترى أنه لا ينبغي أن نقاتل إسرائيل وإن احتل الكيان المناطق السورية. فهم مازالوا يصمتون ويرتبكون أمام الاحتلال لأن الجولاني يرى أن العدو الأول ليس سوى مجاهدي القاعدة ويمكن التفاوض مع إسرائيل ويمكن التسامح معها.
تشويه الولاء والبراء
يأمرنا القرآن بأن نوالي المؤمنين ونقاتل الكافرين: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء» (المائدة: 51). أما الجولاني فهو يرفض هذا المبدأ ويتفاعل مع الدول الأجنبية ويقدم لها تنازلات ويقيم علاقات مع كيان الاحتلال والأنظمة الاستبدادية في المنطقة ويكفر المجاهدين. هذا هو ما ينهى عنه القرآن: «وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ» (المائدة: 51).
تطهير الحكومة بدلاً من المباركة على الشريعة
نرى مشكلة أساسية أخرى يعاني منها تيار الجولاني وهي تحول القائد إلى معيار يحكم به على الحق ولكن القرآن يؤكد: «اتَّبِعُوا مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ» (الأعراف: 3). يسعى أتباع الجولاني أن يعرضوه على الناس كمن يعتصم الخطأ ويسمون قراراته بالفقه المرحلي ويعدون توجيه الانتقاد إليه خيانة وهكذا يرفضون تطبيق الشريعة وهذا هو بالضبط يضاهي اتباع الكفار المشركين لأجدادهم والذي يراه القرآن سبباً للضلالة: «رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا» (الأحزاب: 67).
نبذ الجولاني عبر هذه الممارسات المحاور الرئيسية الثلاثة للدين أي الشريعة والجهاد والولاء والبراء، ما أكد عليه القرآن مرارا وأطلق عليها اسم تبديل الدين. يجب أن تعلم الأمة الإسلامية أن معيار الحق هو القرآن والسنة وليس الشعارات أو الأشخاص. فيبدأ الانحراف إن حلّت السلطة محل الوحي والنص وتبطل آية «وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُو۟لَـٰٓئِكَ هُمُ ٱلْكَـٰفِرُونَ»” (المائدة: 44) كل المبررات.
الکاتب: ابن تيمية