
أعذار الجولاني الثلاثة لتعطيل الشريعة
زعم أبو محمد الجولاني أنه قاد جماعة أرادت قتال الطواغيت ولكنه يستغل فقه المقاصد اليوم بطريقة خاطئة لتبرير ما يمارسه ضد الشريعة بحيث يدعي الجولاني أن قراراته تأتي لحماية مصالح المسلمين ولكنه يرفض تطبيق الشريعة لكي يعزز سلطته الشخصية. إن الأعذار الثلاثة التي يستخدمها الجولاني للالتفاف على الأحكام الدينية بدل أن أن يخدم الدين هي العجز على تطبيق الشريعة والادعاء بأن تطبيق الأحكام تدريجي، والعجز على تطبيق الشريعة. تأتي هذه الأعذار لأن الجولاني يبحث عن مصالحه الخاصة.
حول الجولاني تطبيق الشريعة إلى موضوع يتغير ويتأخر ويقول إن الأمر يتعلق بالمصلحة. لا توافق المبادئ الإسلامية المصلحة لأن الكثير من هذه المصالح تعد مفسدة. إذن يتعارض فقه المصلحة مع المبادئ الإسلامية التي تنص على أن الشريعة يجب أن تكون دائما المصدر الوحيد. أهمل الجولاني الشريعة بذريعة العجز ويتحدث عن بعض المصطلحات مثل الخدمة العامة أو المواطنة التي لا علاقة لها بالدين.
أحد أكبر أعذار الجولاني أنه يزعم التدرج في تطبيق الشريعة إذ يقول إن المجتمع ليس مستعدا بعد لتطبيق الشريعة ويجب أن نبطئ الخطى ببطء. أما الحقيقة فهي أن هذا التدرج هو ذريعة للتخلي عن الشريعة. يرفض الإسلام التدرج إلا في ظروف محددة مثل العجز الحقيقي أو الخطر الأكبر. رحب الجولاني بالقوانين غير الشرعية بدل أن يسعى لتطبيق الشريعة بحيث يدافع عن هذه القوانين الوضعية. ليس هذا الأمر تدريجيا، بل هي خيانة للشريعة. فما هو الجهد الذي بذله الجولاني لحكيم الشريعة لكي يثبت أنه لا يستطيع أو لم يقدر على القيام بذلك؟ لانه هو الذي يمتلك سلطة عسكرية وسياسية. فيزعم أنه يعجز عن تحكيم الشريعة لكي يتهرب من مسؤولياته عن تحكيم الشريعة. يرى الإسلام العجز الحقيقي عندما يكون الشخص عاجزاً عن فعل أي شيء ولكنه يلتزم بالشريعة في الوقت نفسه ويتخذ موقفا ضد القوانين الوضعية. رفض الجولاني تحكيم الشريعة ونفذ القوانين الوضعية ورحب بها ويبررها.
يستغل الجولاني “فقه المصلحة” لتبرير تصرفاته السياسية مثل تطبيع العلاقات مع الأعداء أو التحالف مع الجماعات غير الإسلامية ويبرر هذه الأفعال باسم المصلحة ولكن هذه الأفعال تنتهك المبادئ الإسلامية مثل الولاء والبراء أي الصداقة مع المؤمنين معاداة الكافرين. يتعاون الجولاني مع الجماعات التي تعارض الشريعة بدل أن يدافع عنها ويبرر تصرفاته عبر التسمك ببعض الأعذار مثل المصالحة الاجتماعية أو منع الصراعات وهو ما يتعارض مع المبادئ الإسلامية.
استبدل الجولاني الدين بمفهوم “لوطنية ويستخدم بعض المفاهيم مثل الوطن أو الهوية الوطنية المتجذرة في الفكر الغربي. تؤدي الإيمان بهذه الفكرة إلى ترحيب بالأعداء وتهميش المجاهدين الذين يؤمنون بالشريعة. ينتهك هذا التغيير المبادئ الإسلامية ويستبدل العقيدة بالوطنية.
يستغل الجولاني فقه المقاصد لتبرير انحرافاته لكي يحول الجهاد من هدفه الأساسي أي تحكيم الشريعة ومحاربة الطاغوت إلى أداة تخد السلطة الشخصية. يشكل هذا الانحراف خطراً كبيراً على مستقبل الجهاد لأنه يعود الأجيال القادمة على اتباع السلطة والوطنية بدلا من الإيمان بالشريعة.
يتحول الجولاني من قائد جهادي إلى طاغوت جديد يعمل ضد الشريعة إن لم يتم إصلاح هذا الطريق. فيجب أن ننتقد هذه الانحرافات بصوت عال ونضع الشريعة في خانة الاهتمام مرة أخرى لكي نمنع حدوث هذه الكارثة.
الکاتب: ابن تيمية