
هضبة الجولان وأهميتها لإسرائيل وسوريا (3)
ما هي الفروق بين المناطق الإسرائيلية والسورية ؟
أنشأت إسرائيل وسوريا بعد حرب حزيران في عام 1967 خطا أرجوانيا في المنطقة كخط يفصل الحدود بين قواتهما. ثم أنشئت منطقة عازلة في عام 1974 أشرف عليها مراقبو الأمم المتحدة (UNDOF). تمتد هذه المنطقة حوالي 80 كيلومترا من الشمال إلى الجنوب ويتراوح عرضها من 500 متر إلى 10 كيلومترات من الغرب إلى الشرق.
حددت منطقة “ألفا” حدوداً لإسرائيل في هذه المنطقة وحددت منطقة برافة حدوداً لسوريا حيث يحظر نشر القوات الإسرائيلية والسورية في المنطقة رغم أن المدنيين ما زالوا يعيشون هناك.
سيطرت إسرائيل بحلول نهاية عام 2024 على الثلثين الغربيين من هضبة الجولان التي تبلغ مساحتها حوالي 1,200 كيلومتر مربع، بما في ذلك الهضبة نفسها أي حوالي 1,000 كيلومتر مربع وسفوح جبل حرمون أي حوالي 100 كيلومتر مربع. تضم هذه المنطقة فيها أكثر من 30 مستوطنة يهودية وأربع قرى درزية. يتمتع الدروز الذين يعيشون في هضبة الجولان بفرصة الحصول على الجنسية الإسرائيلية ولكن معظمهم رفضوا ذلك على الرغم من زيادة الحالات منذ بداية عام 2020. تطورت البنية التحتية المدنية في هذه المدينة واستضاف جيش الدفاع الإسرائيلي فيها منشآت عسكرية.
سيطرت سوريا على الثلث المتبقي من هضبة الجولان حيث تكون البنية التحتية أقل تطوراً من الجزء الإسرائيلي. حافظت القوات السورية على تواجدها في شرق المنطقة العازلة حتى سقوط حكومة الرئيس السوري السابق بشار الأسد في ديسمبر 2024 وتمتعت بدعم من القوات الروسية. كان هناك معبر واحد بين المناطق استخدمته القوات التابعة للأمم المتحدة والدروز على جانبي الحدود لنقل المنتجات الزراعية.
الظروف الراهنة والصراعات
أعلنت الأمم المتحدة أن قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة وثقت انتهاكات وقف إطلاق النار منذ عقود. ، أعلنت الأمم المتحدة في نوفمبر 2024 عن انتهاكات جسيمة لوقف إطلاق النار ارتكبها الجانب الإسرائيلي بسبب الأعمال العسكرية والهندسية في المنطقة العازلة. تفاقمت الظروف بعد الإطاحة بنظام بشار الأسد في ديسمبر 2024. ثم أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن اتفاقية الانفصال لا يمكن أن يسري مفعوله. دخل الجيش الإسرائيلي في 8 ديسمبر المنطقة المنزوعة السلاح، ثم عبر حدودها وبدأ تقدمه نحو العمق السوري. احتل الجيش الإسرائيلي في غضون بضعة أيام المنطقة العازلة بأكملها واقترب من ريف دمشق وانتشرت القوات الإسرائيلية في جبل حرمون. ثم أكد نتنياهو أن هضبة الجولان ستكون ملكا لإسرائيل إلى الأبد، مشيراً إلى المخاوف الأمنية التي تواجهها إسرائيل.
بدأت تل أبيب بعد تنفيذ الهجوم بتطوير البنية التحتية العسكرية في هضبة الجولان. ذكرت قناة العربية نقلا عن مصدر عربي أن روسيا سلمت منشأتين حدوديتين مع المنطقة العازلة في محافظة درعا إلى إسرائيل. كما ذكرت هذه القناة أن إسرائيل تسلمت مرصداً للمراقبة على جبل تل الحارة وذكرت قناة الجزيرة في فبراير 2025 أن الجيش الإسرائيلي يبني سبع منشآت في المنطقة وارتفع هذا العدد إلى 10 حالات كما أفادت وكالة الأناضول في شهر يونيو. عرّضت القوات الإسرائيلية التي تتواجد في المنطقة العازلة حرية حركة قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة للخطر التي يبلغ عددها أكثر من 1200 حتى فبراير.
عقدت إسرائيل وسوريا في يوليو 2025 محادثات رسمية على المستوى الوزاري لأول مرة منذ ربع قرن سبقتها العديد من الاتصالات غير الرسمية حيث التقى الجانبان في باريس مع المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا توم باراك عبر وسيط.
جرت هذه المحادثات وسط تصعيد حاد للتوترات في جنوب سوريا بسبب الاشتباكات بين الدروز والبدو أعقبتها هجمات إسرائيلية على دمشق. ناقش الجانبان خلال الاجتماع القضايا الأمنية ووقف إطلاق النار في جنوب سوريا. نقلت صحيفة تايمز أوف إسرائيل في وقت سابق نهاية يونيو عن قناة LBCI اللبنانية التلفزيونية قولها: إن القيادة السورية الجديدة لا تلحّ على استعادة هضبة الجولان في طور المحادثات الأمنية الجارية.
نشرت قناة “أكسيوس” في وقت لاحق وفي منتصف شهر سبتمبر تفاصيل عرض إسرائيلي لدمشق للتوصل إلى اتفاق سلام في جنوب غرب سوريا إذ دعا الاقتراح إلى إنشاء منطقة حظر طيران على طول الحدود بعمق كيلومترين وتنشأ منطقة مباشرة بعدها يمكن الوصول إليها للشرطة وقوات الأمن الداخلي.
وفي الوقت نفسه دعت إسرائيل إلى إنشاء ممر جوي لعمليات محتملة ضد إيران كما أفاد موقع أكسيوس ومن جانب آخر ورد أن إسرائيل وعدت بسحب قواتها من المنطقة العازلة التي سيطرت عليها في ديسمبر مع الحفاظ على وجودها العسكري في جبل حرمون. تركز سوريا بدورها على استعادة المنطقة المنزوعة السلاح التي أنشأت عام 1974 وتريد إنهاء العمليات الجوية والبرية للجيش الإسرائيلي في جنوب سوريا.
الأسئلة المتكررة
لماذا احتلت إسرائيل هضبة الجولان؟
تسمح هضبة الجولان باستهداف شمال إسرائيل وهي على بعد 60 كيلومترا فقط من دمشق كما أنها تسيطر على مصادر المياه الرئيسية التي توفر ما يصل إلى ثلث احتياجات إسرائيل من المياه العذبة.
هل تعتبر هضبة الجولان محتلة؟
تعتبر الأمم المتحدة والغالبية العظمى من دول العالم هضبة الجولان أرضا محتلة سورية. رفض قرار مجلس الأمن الدولي رقم 497 في عام 1981 ضم المنطقة إلى إسرائيل. اعترفت الولايات المتحدة بسيادة إسرائيل على هضبة الجولان في عام 2019.
هل تسلم إسرائيل المناطق المحتلة إلى سوريا؟
غزت إسرائيل المناطق السورية خارج المنطقة العازلة للمرة الأولى منذ 50 عاما بعد الإطاحة بالأسد في ديسمبر 2024 واحتلت ما تبقى من هضبة الجولان. شددت تل أبيب على أن هضبة الجولان تبقى إلى الأبد جزءا لا يتجزأ من إسرائيل.
الكاتب: أبو عامر (خالد الحموي)