
تركيا تنتظر الحرب التالية مع إسرائيل وهل ينقذها النيتو؟ (1)
استقطبت الأجندة الدولية في الأيام الأخيرة مرة أخرى نقاشات كثيرة عن التهديدات الإسرائيلية التي استهدفت الدول التي تدعم أو تؤوي ممثلي حماس بحيث كان لتهديدات القادة الصهاينة بمن فيهم نتنياهو صدى واسع النطاق خاصة في تركيا فضلاً عن تصريحات العسكريين الصهاينة المتقاعدين والأكاديميين. تؤثر هذه التهديدات التي استهدفت قطر بشكل مباشر على أنقرة وتثير تساؤلات هامة تخصّ دور تركيا في المنطقة واستقلالها الاستراتيجي وقدرتها على الصمود أمام الضغوط
.
تهديدات إسرائيل، حرب نفسية أم خطر حقيقي؟
يشير التصريحات والتهديدات الكثيرة التي يطلقها من يسمون بالساسة والضباط العسكريين والخبراء الإسرائيليين بمن فيهم رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو الذي دعا دول المنطقة إلى تسليم قادة حماس أو مواجهة العواقب، إضافة إلى تصريحات العقيد المتقاعد في الجيش الإسرائيلي موشيه إلعاد والأستاذ الجامعي مئير المصري إلى موجة جديدة من الضغط على أنقرة والدول الأخرى التي تعتبرها إسرائيل الأشجار التي يجب اقتلاعها لإقامة إسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات.
هنا تجدر الإشارة بشكل خاص إلى الحديث عن هجمات محتملة على أنقرة أو اسطنبول إذ استمرت السياسة التركية تجاه الجهات الفاعلة في الشرق الأوسط مثل حماس.
أشار موشيه إلعاد إلى أن حلف شمال الأطلسي لن يدعم تركيا قائلا: يمكن أن تكون تركيا هي التالية. قال هذا الصهيوني إن إسرائيل قتلت في الماضي أعضاء من منظمة التحرير الفلسطينية في أوروبا بغض النظر عما يحدث. لا تعترف إسرائيل بالخطوط الحمراء عندما استهدفت الفلسطينيين منذ ما يقرب من 50 عاما وتجاوزت الخطوط الحمراء. يقتل الموساد أعضاء منظمة التحرير الفلسطينية في قلب أوروبا بغض النظر عن التعقيدات السياسية.
لم تعد قطر آمنة. اعتقد مسؤولو الدوحة أن الولايات المتحدة تدعمهم وأن حماس لن تتأثر من خلال دورها في الوساطة ولكن هذه الفكرة تبددت.
يمكن أن تكون تركيا هي التالية. فهل تركيا تستعدّ لهجوم إسرائيلي على اسطنبول أو في قلب أنقرة إذا انتقل الفلسطينيون إلى أنقرة؟
تعتقد تركيا أن كونها عضواً في النيتو يمنحها حصانة. فإن النيتو ليس منظمة تعمل وفقاً للإجماع لأنه قد يتم اتخاذ القرارات فيه بالإجماع. فليس هناك ما يضمن أن النيتو سيدعم تركيا دون شرط.
كما ألمح مسؤول سابق في البنتاغون يدعى روبن إلى أن تركيا قد تكون الهدف التالي وأن حلف شمال الأطلسي الذي تعتمد أنقرةعليه لن يساعدها.
ليست هذه التصريحات مصادفة كما تشير مصادر مقربة من المسؤولين الأتراك. إنها جزء من حملة حرب نفسية مخططة بعناية تهدف إلى تقويض ثقة تركيا وحلفائها.
تقول أنقرة إن تركيا ليست دولة تعتمد على مساعدة الآخرين لأن تركيا تعتمد على قواتها ومواردها الخاصة وتعرف جيدا ما هو حلف شمال الأطلسي وما يمكن لها توقعه من الحلف.
قد ظهر ذلك في عام 1974، عندما غزت تركيا بمفردها اليونان التي كانت حليفاً لحلف شمال الأطلسي وأوقفت إبادة الأتراك القبارصة ومنعت الإبادة الجماعية.
يعتقد الخبراء الأتراك أن إسرائيل تدرك قدراتها المحدودة للقيام بمواجهة عسكرية مباشرة مع تركيا، فهي تستخدم خطاب التهديد لبثّ الشك والخوف. إذن لا يمكن أن نحسب لإسرائيل حساباً آخر كما يؤكد الخبراء.
لا تتصرف العصابة الصهيونية لا تتصرف بمفردها بل تدعمها الولايات المتحدة وبريطانيا أمام التهديدات. أما الساسة الأتراك فهم يقولون إن تركيا ليست بولندا التي طلبت المساعدة من الناتو و ليست كذلك قطر التي هي دولة صغيرة.
الكاتب: أبو عامر (خالد الحموي)