
رسالة إلى الجولاني وزملائه: اعتبروا بسورة الأحزاب
كنت أتلو سورة الأحزاب فتذكرت الظروف الراهنة في سوريا وتصرفات الجولاني وأصدقائه. وقعت حرب الأحزاب عندما تمتع المسلمون بقوة قليلة وكان عدد أعدائهم أي الكفار والمشركين واليهود يفوقهم ويواجه المسلمون نقصاً في المؤن والأسلحة والثياب، بينما كان العدو مسلحاً. رفض النبي صلي الله عليه وسلم في مثل هذه الظروف المختلفة وعندما كانت المدينة المنورة محاصرة، المصالحة والتسوية ولم يوافق على التفاوض مع المعارضة وفقاً للضرورة والإلحاح. أمر الله تعالى نبيه صلي الله عليه وسلم: “يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ” أمر الله تعالى نبيه الذي نحن نحتذي به ألا يستسلم للأعداء وأن يتيع الوحي وأن يتكلم وفقاً له.
يبدو أن المنافقين والمرضى لم يكونوا مثل النبي والمؤمنين. فلما رأوا أنفسهم أمام جيش كبير من العدو قالوا: «مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُورًا» فهم تذرعوا بأعذار واهية لكي يهربوا من ساحة المعركة وقالوا إن عددنا قليل ولا قوة لنا للمعركة.
ما يجري اليوم في سوريا يشبه ما حدث في حرب الأحزاب، فمال البعض بذريعة فقه المرحلة وفقه الضرورات الطارئة والمؤقتة إلى التطبيع مع إسرائيل ولقاء ترامب والخضوع لمطالب الغرب الخادعة. إن الحقيقة بسيطة جداً: من يتذرع بعذر فقه المرحلة أو فقه الضرورة فهو يتخلى عن الجهاد ويبرر هذا الهروب بتفسيرات تبدو مشروعة. يقول الله تعالى في القرآن: “قُلْ لَنْ يَنْفَعَكُمُ الْفِرَارُ إِنْ فَرَرْتُمْ مِنَ الْمَوْتِ أَوِ الْقَتْلِ وَإِذًا لَا تُمتَّعُونَ إِلَّا قَلِيلًا” هل تظنون أنتم أن المشاكل سوف تحلّ إن أقمتم العلاقات مع إسرائيل وزرتم الولايات المتحدة؟ كلا. سوف تكون أعناقكم مغلولة وسوف تكون تكاليف هذا الهروب باهظة.
يقول الله سبحانه وتعالى: قُلْ مَنْ ذَا الَّذِي يَعْصِمُكُمْ مِنَ اللَّهِ إِنْ أَرادَ بِكُمْ سُوءًا أَوْ أَرادَ بِكُمْ رَحْمَةً ۚ وَلَا يَجِدُونَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا” لو كنتم تعتبرون الله ولياً ولم تخضع لإسرائيل والغرب لعشتم في ظروف أفضل.
فأنتم لستم آمنين بعد أن تخليتم عن الجهاد واخترتم طاعة الكفار والمنافقين. يحكم التاريخ والقرآن عليكم ولن تبرر أعذاركم خيانتكم. هذه الرسالة درس لكل من يسير على طريق التطبيع والهروب باسم الضرورات.
الکاتب: مروان حديد