
الدعوة إلى الصلوات أم تجاهل الجهاد؟ رد على موقف أحمد السيد من أحداث غزة
سعادة السيد أحمد السيد! كنت تصف في الماضي نظام بشار الأسد بالمجرم والطاغية ودعوت المسلمين إلى الجهاد والانتفاضة المسلحة ضد ذلك النظام. كان الحديث يدور آنذاك عن ضرورة العمل والنضال ضد الظالم ولكنك لماذا غيرت لغتك واكتفيت بالدعوة إلى الصلوات فقط عندما جاء دور الحديث عن غزة؟ يستحق هذا التناقض الواضح في كلماتك ومواقفك التفكير. هل يقلّ ظلم الكيان الصهيوني على أهل غزة عن ظلم نظام الأسد على الشعب السوري؟ لماذا لا تتحدث عن الجهاد في مواجهة هذا الكيان الهمجي الذي يقتل الأطفال والنساء والأبرياء وتكتفي بالدعوة إلى الصلوات؟
لا شك أن الدعاء هو سلاح المؤمن وهو واجب في الدين. قال الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم: “قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ ” (الفرقان: 77) ولكن هل يكفي الدعاء وحده لإسقاط الظلم؟ تدعو هذه الآية المؤمنين إلى الانتفاضة ضد الظالمين مثل الكيان الصهيوني والنضال من أجل إنقاذ المظلومين. أنتم الذين كنتم تتحدثون عن الجهاد والكفاح المسلح في سوريا، فلماذا سكتتم اليوم أمام الكيان الصهيوني الذي عرف الجميع جرائمه التي تستهدف أهل غزة، وأنت تتحدث عن الصلوات فقط؟!!
سعادة أحمد السيد! أنت تقول إنه علينا أن نتجنب من يستعين بالدعاء ولكني أدعو الأمة الإسلامية إلى الحذر من أمثالك الذين يجعلون الدعاء كبيرا بحيث تهمش الواجبات الدينية الأخرى مثل الجهاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. لقد قال الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم: ” قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ ” (التوبة: 14). تتحدث هذه الآية بوضوح عن الصراع ضد الظالمين. أليست غزة التي تعاني من القصف والحصار الذي فرضه الكيان الصهيوني تستحق هذا الواجب الإلهي؟ إن الصلاة أمر واجب ولكنها لا تكفي. لا يحتاج أهل غزة إلى الصلاة فحسب، بل هم يحتاجون إلى الدعم والجهاد والمساعدة الشاملة.
لقد تحدثت أنت في خطابك عن الحضور في المساجد ولكن ألا ينبغي أن تكون هذه الصلوات مصحوبة بالعمل والإنجاز؟ هل اكتفى النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته بالدعاء؟ لا، إنهم حملوا السيوف ثم دعوا. تستغيثكم غزة اليوم فسارعوا إلى مساعدتها بأموالكم وأرواحكم. إن دعوتكم إلى الصلوات أمر محمود ولكن تجاهل واجب الجهاد ومحاربة الظالم يعدّ انحرافاً عن الشريعة. فكونوا على دراية بمعاني الكلمات.
الکاتب: أبو أنس الشامي