
السر الذي يكمن في المواجهة المزدوجة الذي يمارسها الغرب الكافر مع إمارة أفغانستان الإسلامية وأحمد الشرع في سوريا
أيها الإخوة المجاهدون في بلاد الشام! أيها المهاجرون ويا أهل الجهاد! هل تساءلتم يوما لماذا لا تعترف الولايات المتحدة والدول الأوروبية والقوى العالمية العلمانية الأخرى بإمارة أفغانستان الإسلامية بكل شعاراتها الإسلامية ولكنها قدمت دعما مالياً عاجلاً وإعلامياً لبعض الجماعات المسلحة التي دخلت الساحة تحت راية الإسلام عندما بدأت الأزمة السورية؟ لماذا رحب الغرب ببعض الشخصيات مثل أبي محمد الجولاني أو أحمد الشرع ودعمه سراً وعلانيةً منذ البداية ولكن التيارات التي أرادت تحكيم الشريعة تعرضت للعقوبات والضغط؟
أثبتت هذه الحقيقة المريرة أنه كلما نوى تيار التطبيع مع الدول الكافرة، فإن القوى تتسامح معها بل وتدعمها ولكن إذا سعى تيار إلى الاستقلال والتمسك بالدين وتحكيمه، فإن هذه الدول تواجهه بكل قوتها وتعرقل نشاطه بالعقوبات والتهديدات والضغوط.
جلس شيوخ قريش في دار الندوة في الأيام الأولى للإسلام وقرروا إخراج النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه من مكة وفرض العقوبات الاقتصادية والاجتماعية عليهم في شعب أبي طالب. نرى اليوم القوى العالمية تستخدم نفس السياسة ضد التيارات الإسلامية المستقلة عبر استخدام وسائل جديدة.
يظن أحمد الشرع الذي يمدح بكل إخلاص الولايات المتحدة والغرب والصهاينة، أنه قام بعمل عظيم وحقق إنجازاً كبيراً. فإن تراجع أي مؤمن عن مبادئه وقيمه الإسلامية أو تخلى عن هذه المبادئ والقيم، اندفع إليه الكفار وهذه إحدى سمات من يحارب شريعة الله والإسلام كما يقول الله تعالى: “وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ” (القلم: 9)
إذن أيها الإخوة! ليس معيارنا هو الاسم أو العلم، بل معيارنا الصدق في التمسك بدين الله والابتعاد عن الطاغوت والتمسك بمبادئ شريعة الله. أينما وجدنا التطبيع والمداهنة فنحن نجد دعماً عالمياً وأينما وجدنا الصدق والصمود فنحن نجد المشاق والعقوبات والضغوط.
الكاتب: مولوي نور أحمد فراهي