في ظل الإبادة الجماعية في غزة، تركيا كمحفز لنظام عالمي جديد أم… (1)
تحاول تركيا ترسيخ نفسها كزعيمة للعالم الإسلامي وتحتل مكانة إيران والمملكة العربية السعودية بينما تنهار فيه التحالفات التقليدية ويتحول العالم إلى عالم متعدد الأقطاب بشكل متزايد. تعتبر صحة هذه المزاعم شيئا آخر و لكن مناورات الرئيس التركي أردوغان السياسية تظهر أن تركيا تنوي أن تحتلّ مكانة إيران كرائد للجهاد ضد الولايات المتحدة والصهاينة عبر إطلاق هذه الخطابات والمسرحيات السياسية.
ألقى الرئيس التركي أردوغان خطابا في الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك وكرر النقاط المألوفة عن القضية الفلسطينية كالمعتاد وجعل أنقرة لاعباً رئيسياً في إقامة نظام عالمي جديد.
أثار خطاب الرئيس التركي الذي تضمن وثائق مرئية على إبادة غزة، نقاشاً إعلامياً واسع النطاق. يكون أردوغان حليفاً استراتيجياً لإسرائيل وتلبي تركيا كثيراً مما تحتاج إسرائيل إليها، إلا أن بعض المعلقين يرون أن أردوغان زعيم يقدر على تحدي الروايات الغربية المهيمنة على الدعاية والإعلام. لا يمكن لحلفاء أردوغان أن يروا خطوات عملية ملحوظة تتبع خطاب أردوغان لدعم أهل غزة ومواجهة إسرائيل كما فعلت إيران واتحاد الشافيين والزيدية في اليمن لتؤكد هذه الخطوات زعم تركيا لقيادة العالم الإسلامي.
الإبادة الجماعية في غزة: من الخطاب الرنان إلى الصدمة البصرية:
كان خطاب أردوغان حافلاً بالغضب من إسرائيل التي وصف أفعالها في قطاع غزة بالإبادة الجماعية. أعلن الرئيس التركي أن أكثر من 700 يوم من الإبادة أسفرت عن مقتل أكثر من 65000 مدني بينهم 20000 طفل قائلاً إن كل ساعة في غزة، تقتل إسرائيل طفلا مشيرا إلى صور من الدمار الذي نتج عن قصف المستشفيات.
تم عرض هذه الصور على شاشة كبيرة حيث صدمت الصور المندوبين وزادت من التوتر العاطفي في الغرفة. يلاحظ الخبراء أن هذا النهج ليس مجرد دعاية بل هو استراتيجية متعمدة ويقولون إن أردوغان يستخدم الصور لتحطيم جدار اللامبالاة الدبلوماسية وإجبار الغرب على مواجهة واقع يفضل تجاهله.
يرفض أردوغان رواية الحرب على الإرهاب وشدد على أن هذه ليست معركة الإرهاب، بل هو احتلال ونفي وتهجير وإبادة جماعية وسياسة دمار شامل لتبرير أحداث 7 أكتوبر. توفي 428 شخصاً بينهم 146 طفلاً من الجوع ودمر النظام الصحي في غزة بالكامل وقتل الأطباء أو اختطفوا وقصفت المستشفيات. اتهم أردوغان إسرائيل بإبادة منهجية يتعرض لها الناس وتدمير البيئة قائلاً: لا تصلح غزة لكي يسكنها البشر والنباتات، ثم قال إن هذا ليس مجرد صراع محلي، بل هو عدوان إسرائيلي يقوض قيم ما بعد الحرب في أوروبا والغرب خاصة حقوق الإنسان الأساسية.
يرى أهل الدعوة والجهاد أن هذا الخطاب لا يمكن أن يعزز مكانة تركيا باعتبارها صوت المضطهدين عندما تحالفت تركيا مع الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي كداعمين رئيسيين للإبادة الجماعية في غزة وتكون شريكاً أمنياً واقتصادياً لإسرائيل مؤكدين أن الاهتمام العالمي بأردوغان يتقلص لأن أنقرة لا تجمع بين الاعتبارات الأخلاقية والبراغماتية على الرغم من أنها تتظاهر بدعم فلسطين ولكنها تقف إلى جانب الصهاينة وشركائهم لكي ترفض أفعال الرئيس التركي كلامه.
الكاتب: أبو عامر (خالد الحموي)





